مقطع مصوّر مفبرك عن الأمير الحسين يكشف وعي المواطنين.. ويُذكّر بالحذر من مخاطر التّزييف بالذّكاء الاصطناعي

مقطع مصوّر مفبرك عن الأمير الحسين يكشف وعي المواطنين.. ويُذكّر بالحذر من مخاطر التّزييف بالذّكاء الاصطناعي

  • 2025-05-07
  • 12

عمّان 6 أيّار (أكيد)- سوسن أبو السُّندس- أصبح بالإمكان إنتاج مقاطع مصوّرة تُظهر شخصيات تتحدّث أمام العلن بصوت يبدو حقيقيًا بالكامل رغم أن تلك الشّخصيات لم تُسجّل أو تنشر أي مقاطع فعلية، وهذا ما يعرف بـ Deepfake، وهي تقنية تمكّن الأشخاص من إنتاج محتوى بصري بواسطة الذّكاء الاصطناعي ليوهم المشاهد بأنه حقيقي، بينما هو في حقيقته مزيّف بالكامل.

تستطيع هذه التّقنية تعلّم أنماط الصّوت والصّورة من خلال آلاف الأمثلة الموجودة في الفضاء الرّقْمي،  وتقوم الأنظمة البرمجية بمحاكاة السٍّلوك البشري في إنتاج الكلام وتحريك ملامح الوجه، ما يمكّن أشخاصًا من انتحال صفة بعض الشّخصيات العامة ونشر تصريحات مفبركة باسمهم.

تداول روّاد منصّات التّواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا  للأمير الحسين، ولي العهد، يعلن فيه عن تطوير تطبيق على الهاتف المحمول يمكّن المواطنين من تحقيق كسب ماليّ، وقد أُرفِق المقطع المصوّر برابط لتحميل هذا التّطبيق.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) مدى تداول المقطع المفبرك، فوجد أن عددًا من المستخدمين على منصّات التّواصل الاجتماعي قاموا بتفنيد المقطع المصور، خيث لاحظ بعضهم أن تعابير الوجه لم تكن متّسقة تمامًا، و أن حركة الشّفاه بدت غير طبيعية، ودعوا عبر صفحاتهم الخاصة إلى عدم تصديق المقطع أو إعادة نشره. ويُعدّ التّفاعل الشّعبي مؤشرًا إيجابيًا على ارتفاع مستوى الوعي الرّقْمي لدى الجمهور، لكنّه لا يقلّل من حجم التّحدي على المؤسسات الإعلامية التي باتت مطالبة بالتّحقق من كل محتوى بصري يتمّ تداوله.

يعتمد هذا النوع من المقاطع على ثلاث أدوات رئيسة: أولاها تقنيات توليد الصّوت، والتي باتت قادرة على إنتاج أصوات مقنعة للغاية، بأداء تعبيري ولهجات مختلفة. ثانيًا، أدوات تحريك الصّور الثّابتة بحركة وهمية لملامح الوجه تتناغم مع الصّوت، وأخيرًا، برامج تحرير تدمج الصّوت والصّورة لإنتاج مقاطع جاهزه للنشر.

وعلى ذلك، يبرز دور الإعلام كمصدر موثوق وفاعل رقابي، لا في التّحقّق من المعلومات فحسب، بل في التّوعية بمخاطر هذه التّقنيات، وتجنّب إعادة نشر أي مقطع غير موثّق، وإرشاد المواطنين إلى أدوات التّحقّق مثل INVID بما يُتيح للمستخدمين التّحقق من أصل المقاطع وتحليلها بصريًا، خاصة عندما يُوجّه المحتوى المفبرك نحو شخصيات عامة بقصد الإساءة أو إثارة البلبلة.