عمّان 1 تموز (أكيد)- نشرت وسيلة إعلام محلية مقابلة مصوّرة مع والد طفل مهدد بفقد البصر بسبب حالة مرضية بعنوان "الطفل قيس يناشد .. فمن يستجيب؟".
لأن قصص الأطفال ومعاناتهم تلقى رواجًا لدى وسائل الإعلام لقربها من الجمهور وسهولة استثارة مشاعرهم تجاهها، بثّت الوسيلة الإعلامية فيديو يصور حالة الأسرة والطفل، ويتحدث فيه الأب بحضور الأطفال دون تقدير للمصلحة الفضلى لهم، والتي يجب أن تُقدّم على أي اعتبار آخر، حتى إزاء المطالبة بحقوقهم وكسب التأييـد لقضاياهم.
بدأ الفيديو بصورة الطّفل مع التركيز على وجهه بطريقة تسمح بالتعرّف على ملامحه وكان يمكن الاكتفاء بحديث الأب وتسليط الكاميرا على لغة الجسد وحركات الطفل بدلًا من انتهاك خصوصيته وتعريضه للأذى النفسي والوصمة الاجتماعية مستقبلًا، حيث أن نشر المواد الخبرية والفيديوهات والصور التي لا تراعي أخلاقيات تصوير الأطفال عمومًا وذوي الإعاقة على وجه التحديد، قد تعرّضهم للسخرية والتنمّر، ما يؤثر سلبًا على شخصية الطّفل وتكوينه النفسي.
عرض الفيديو صور شقيقات الطّفل خلال حديث الأب بلا مبرر؛ فالموضوع هو حالة الطّفل وحاجته للعلاج، ولا دخل لبقية أفراد الأسرة في ذلك. وكان من الأولى الحفاظ على خصوصية الفتيات وتجنيبهن حساسية عرض صورهن، احترامًا لهن، وحفظًا لكرامتهن الإنسانية، ومنعًا لوقوعهن ضحايا للتنميط والوصمة الاجتماعية مستقبلًا.
اكتفى الفيديو بعرض قصّة الطّفل كحالة إنسانية، وكان من الأهمية بمكان مناقشتها باعتبارها جزءًا من التزامات الحكومة تجاه حق الأطفال في الصحة. وعرض وجهة النظر الرسمية والخبراء وأصحاب الاختصاص في ظل وجود تقرير طبي صادر عن جهة حكومية، لأن من حق الصحفيّين الاستعانة بالوثائق والمنشورات الرسمية واللجوء لمصادر متعددة، واجراء اللقاءات مع الاشخاص المعنيّين مباشرة حفاظًا على توازن المعلومات ومصداقيتها.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يرى أن على الصحفيّين الاهتمام بحق جميع الأطفال فـي الخصوصية الشخصية والسرية التامة حفاظًا على سلامتهم النفسية، ولذلك يجب عدم التركيز على وجوههم وإظهار ملامحهم، والتركيز على ردود أفعالهم من خلال لغة الجسد، مثل حركة الأطراف والجلسة المضطربة وغيرها من حركات الجسد التي تعطي إثارة للمشاهد لتكون بديلًا عن صورهم وهويتهم الحقيقية.
ويتحفظ مرصد (أكيد) على نشر الفيديو تجنبًا للإسهام في مزيد من الترويج له.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني