منهجية استطلاع جامعة هارفارد هاريس بشأن إسرائيل وحماس تتكشّفت عن جوانب من عدم الدّقة والإعلام المحلي لم يهتم برصد ذلك

منهجية استطلاع جامعة هارفارد هاريس بشأن إسرائيل وحماس تتكشّفت عن جوانب من عدم الدّقة والإعلام المحلي لم يهتم برصد ذلك

  • 2024-03-06
  • 12

 عمّان 6 آذار (أكيد)- عُلا القارصلي- طوفان الأقصى أدّى إلى طوفان من التّحولات الجذرية في الرأي العام الغربي، وبخاصة لدى الأجيال الشّابة حول قدسية السّردية الإسرائيلية "المحرقة"، والتي كانت قد رسّخت في وجدان الغرب وجوب مساعدة الإسرائيليين تعويضًا لهم عن خطيئة هتلر بحرق اليهود.

لكنّ الجيل الشّاب في الغرب بدأ يتلمس مظلمة الفلسطينيّين بما تنطوي عليه من عذابات ومصادرة حقوقهم كشعب بعد أن رأوا صورهم النّابضة بالحياة والمصداقية وهو يُقتلون ويجوعون ويعطشون دون أن يُنصفهم العالم، وإدراك أن الفلسطينيّين غير معنيّين أن يدفعوا ثمن ظلم قديم ليسوا سببًا ولا طرفًا فيه.

بدأت التحولات في الرأي العام لدى الأجيال الشابة تظهر في استطلاعات الرأي مع بداية الحرب على غزّة فاستطلاع ديلي ميل الذي أجري  بين 10 و12 تشرين الأول (أكتوبر)، أي بعد العدوان بأيام قليلة، أظهر أن أكثر من نصف الشباب الذين شملهم الاستطلاع لا يشاركون سردية أن حماس تساوي داعش.

كما أن 32 بالمئة من الشباب لديهم وجهة نظر سلبية تجاه إسرائيل. وأكدّت جميع الاستطلاعات التي أجريت بعد هذا الاستطلاع أن جيل الشباب في الغرب مناهض لإسرائيل، وأن الفئة المؤيدة لإسرائيل تتكون من جيل (65 سنة فما فوق) لأنه تتلمذ على ان إسرائيل دولة ضعيفة ناشئة محاطة بدول عربية قوية تكن لها مشاعر كراهية، وتنخرط معها في حروب متعددة.

 آخر استطلاع رأي أجرته جامعة هارفارد هاريس أظهر أن 82 بالمئة من الأمريكيّين يؤيد إسرائيل ضد حماس، والاختلاف الكبير بين استطلاعات الرأي السابقة وهذا الاستطلاع، دفع صحيفة يديعوت أحرنوت إلى تفنيد نتائج الاستطلاع، خاصة بعد تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنتائج الاستطلاع، حيث قال إن نتائج الاستطلاع دليل على نجاحهم في الحرب.

 

وقالت الصحيفة إن الاستطلاع الذي اعتمد عليه نتنياهو يختلف بشكل كبير عن استطلاعات الرأي الأخرى، وأوضحت أن الاستطلاع قارن بين إسرائيل وحركة حماس، وليس بين إسرائيل والفلسطينيّين، كما لم يمنح المشاركين فيه خيار "لا أعرف" وهذا أجبرهم على الاختيار بين خيارين حتى لو لم يكونوا على دراية بالموضوع. [1] [2]

وانطلاقًا من أهمية توضيح عدم الدّقة في هذا الاستطلاع، تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) نقل وسائل الإعلام العربية والمحلية لنتائج الاستطلاع وتوضيح الخلل الموجود في المنهجية، وتبين أن بعض وسائل إعلام عربية نقلت تفنيد صحيفة يديعوت احرنوت، أما الوسائل المحلية فلم تعط الاستطلاع وعدم الدّقة الموجودة فيه أي أهمية.

ويرى (أكيد) أن من واجب الإعلام نقل نتائج استطلاعات الرأي لأنها تُعد مؤشرًا هامًا لمعرفة توجّه الرأي العام، كما يجب تحليل الاستطلاعات للوقوف على ما قد تنطوي عليه من عدم دقّة، والذي يمكن أن يحدث في مستويات عديدة، مثل: اختيار الأسئلة، اختيار العينة، اختيار وقت طرح الأسئلة، وما إلى ذلك.[3]

وفي حال عدم وجود مختصّ في الوسيلة الإعلامية قادر على تحليل الأسئلة واكتشاف عدم الدّقة إن وجدت، يمكن الاستعانة بنتائج الدراسات، مثل الدراسة التي أعدّها مركز الأهرام للدّراسات السّياسية والاستراتيجية، والتي حلّلت جميع الأسئلة في الاستطلاع، وكشفت عدم الدّقة من خلال مقارنة إسرائيل بحماس وعدم وجود خيار "لا أعرف"، كما قارنت الدراسة الاستطلاع مع الاستطلاعات السابقة، وأوضحت التغيّر الكبير الذي طرأ على رأي الشباب الأمريكي والغربي إزاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وكذلك تغيّرت بشكل كبير مشاعر ومواقف ومفردات الخطاب العام بشأن دعم إسرائيل وسردية مظلوميتها عند جيل الشباب تحديدًا.[4]