عمَّان 25 شُباط (أكيد)- نشرت حسابات مشتركين على منصَّات التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، محتوى رقميًا، يشير إلى مشاركة عدد من الأشخاص الأردنيّين في تشييع جثمان أمين عام حزب الله اللبناني الأسبق حسن نصر الله في لبنان، لكنَّ هذه الحسابات حملت محتوى تحريضيًا كبيرًا، وخطاب كراهية، وإصدار أحكام بالتخوين، ووصل الأمر بعدد من هذه الحسابات إلى الطَّلب بسحب الجنسية الأردنية من المشاركين.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، المنشورات التي تحوّلت إلى قضية رأي عام في الفضاء الافتراضي إلى لغة اتّهامية بين عدَّة أطراف نتج عنها خطاب تمييزي وتحريضي لا ينبغي نشره على هذه المنصَّات؛ لانَّ النِّقاش حول هذه القضايا يجب أن لا يصل إلى حد التّطرّف والمغالاة في إصدار الأحكام، وهذه اللغة تُهدِّد النسيج العام للمجتمع ويجب عدم نشرها وتبادلها مع العامة.
التزمت غالبية وسائل الإعلام المحلية الصَّمت إزاء ما يجري حول هذه القضية على منصَّات التواصل الاجتماعي، وكان غيابها غير منطقي ولا تبرير له، حيث إنَّ من واجب وسائل الإعلام نشر التوعية بكل ما يحيط بهذه المشاركة من جوانب ذات صلة بحرية الاختلاف السياسي والأيديولوجي والديني والعرقي، وعدم ارتباط ذلك بمحبة الأوطان أو الخيانة لها، ذلك أنَّ اختلافًا كهذا لا يجب أن يؤدي إلى الكراهية والتمييز والتحريض وسحب الجنسية من المشاركين، وعليه كانت وسائل الإعلام ستلعب دورًا مهمًا وكبيرًا لو تعاملت مع القضية بمهنية وحياد.
وتبين لمرصد (أكيد) أنَّ حسابات مشتركين على هذه المنصَّات انقسموا بين مؤيّد ومعارض للفعل الذي قام به هؤلاء الأشخاص، وبقيت تتدحرج كرة الثلج حتى خرجت قضية أخرى على السَّطح، هي قضية مذيع برنامج صباحي تمَّ اجتزاء حديث له من برنامجه ذلك، ليتحول الأمر إلى موجة جديدة من خطاب الكراهية المبني على مقطع مجتزأ من الحديث.
وتشير معايير النّشر على منصَّات التواصل الاجتماعي إلى أنَّها منصَّات نشر علنية، وما ينطبق على وسائل الإعلام من شروط النشر كالدّقة والحياد والموضوعية والشمولية ينطبق عليها، إضافة إلى أنَّ خطاب الكراهية والتمييز والعنصرية هو خطاب مرفوض ومجرَّم بنصوص القانون، وأنَّ على مستخدمي هذه المنصَّات الابتعاد عن هذه المخالفات قدر الإمكان.
ويرى مرصد (أكيد) أنَّ حُرية الرَّأي والتعبير تقتضي احترام الاختلاف السياسي والديني والأيديولوجي، وأنَّ النقاش والحوار حول هذه القضايا يقف عند حدود النِّقاش الموضوعي الذي يجب أن لا يصل إلى حد التطرف والمغالاة وإصدار الأحكام القاسية على منصَّات التَّواصل الاجتماعي، وجرِّ جمهور المتلقين إلى دائرة الصراع والانقسام واتّساع دائرة الخلاف التي تنعكس على المجتمع بطريقة سلبية.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني