مطعم 7 أكتوبر .. تغطيات مكثّفة غابت المهنية عن كثير منها

مطعم 7 أكتوبر .. تغطيات مكثّفة غابت المهنية عن كثير منها

  • 2024-02-04
  • 12

عمّان 4 شُباط (أكيد)– شرين الصّغير – ازدحمت وسائل إعلام محلية ووسائل التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو[1]لمطعم يحمل اسم "7 أكتوبر" في محافظة الكرك، وتحديدًا في المزار الجنوبي. وأظهرت مقاطع فيديو العاملين في المطعم يرتدون زيًّا موحّدًا مكتوبًا عليه "7 أكتوبر"، ما أثار جدلًا على منصات التواصل الاجتماعي.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الأخبار المتداولة التي انتشرت كالنار بالهشيم ليس فقط محليًّا بل عربيًّا كذلك[2] ، ليتبيّن أن الإعلام المحلي ركّز في تغطيته على اسم المطعم، والجدل الكبير الذي أُثير حول مسمّاه.

ولم يكن مستغربًا أن يثير هذا العنوان موجة غضب إسرائيلية [3]مقابل ترحيب أردنيّين بهذه التّسمية، لأنه بات رمزًا لانهيار أسطورة الجيش الذي لا يقهر، حتى أن شخصيات في إسرائيل بينهم وزراء، عبروا عن غضبهم بعد الكشف عن اسم المطعم. وكان من أبرز المعلّقين زعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء الأسبق يائير لابيد[4]الذي أعاد نشر فيديو افتتاح المطعم  على حسابه في منصة إكس، وقال في تغريدة له إن على الأردن أن تدين هذا الأمر  بشكل معلن.

لكن ما لبث أن أزيلت لافتة "7 أكتوبر" من واجهة المطعم بعد مرور يومين على تعليقها، ويحمل هذا العنوان دلالات سياسية ترتبط باليوم الذي أطلقت فيه حركة المقاومة الإسلامية حماس معركة "طوفان الأقصى".

غير أن وسائل إعلام محلية وتعليقات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالغت في البحث عن مغزى لإزالة اللّافتة، وأقنع بعضهم نفسه أن ذلك قد تمّ لإرضاء الطرف الإسرائيلي، متجاهلين حقيقة أن الموقف الأردني الرسمي هو أهمّ المواقف العربية تصديًا لحرب إسرائيل على غزّة، وأبرزها دعمًا للكفاح الفلسطيني في غزّة والضفة الغربية، وأكثرها تناغمًا مع الموقف الشعبي. هذا فضلًا عن أن جوهر موضوع إزالة اللّافتة يرتبط بالإجراءات الناظمة للأسماء التّجارية، علاوة على أن اللّافتة قد وُضعت قبل أن يحصل المطعم على الترخيص لها.  

إن عبارات مثل "7 أكتوبر" و"طوفان الأقصى" هي من العبارات واسعة التداول في الأردن، وبخاصة في مختلف وسائل الإعلام، ولم تكن مصدر إشكالية، حتى أن الكتاب المدرسي الأردني استوعب هذا المفهوم، حيث وردت فقرة في الإصدار الجديد لكتاب "التربية الوطنية المدنية" للصف العاشر، في الصفحة (34)، جاء فيها "... ما دفع حركة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة إلى اقتحام المستعمرات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع بتاريخ 7 تشرين الأول 2023م، وأسر أعداد من المستوطنين والجنود الإسرائيليّين، ما أثار ردة فعل عنيفة لدى العدوّ الإسرائيلي تمثّلت بهجوم تدميري شامل على قطاع غزّة أسفر عن عشرات الألوف من الشهداء والجرحى، وتدمير البنية التحتيّة، بما في ذلك المدارس، والمساجد، والكنائس، والمستشفيات، والمساكن المدنية.".

أما صاحب مطعم "7 أكتوبر" [5]فقد صرّح أنه قام بإزالة هذا الاسم عن يافطة مطعمه بسبب عدم حصوله على الترخيص له من الجهات المختصة، إضافة إلى تلقيه العديد من الاتّصالات حول السبب وراء هذه التسمية، لافتًا إلى أن السبب ليس فقط أحداث الحرب في غزّة، وإنما تاريخ تخريج ابنته في الجزائر.