عمَّان 14 نيسان (أكيد)- تداولت حسابات مشتركين على منصَّات التَّواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة ومجتزأة من حلقة برنامج عربي اسمه "قلبي إطمأن"، ويُبث على وسائل إعلام عربية توثِّق حالة فئات هشَّة تعاني شظف العيش بمنطقتي "مثناة راجل" في محافظة المفرق، ومنطقة "وادي الموجب" في محافظة الكرك، وبيّنت هذه المقاطع حجم غياب التَّغطية لوسائل إعلام محلية مرئية ومسموعة ومكتوبة ومقروءة.
انتقلت قصّة هاتين المنطقتين إلى عدد من وسائل الإعلام المحلية ومقالات الرَّأي في صُحف ورقية، لكنّ ذلك كله في مهنة الصِّحافة جاء متأخّرًا جدًا، وأنَّ من أهم عناصر التَّغطية لوسائل الإعلام ومعاييرها هو نقل واقع الفئات الهشَّة والضَّعيفة التي تعاني من مشكلات كبيرة على أرض الواقع. غير أن هذا لم يظهر في هذه الوسائل، وإن حضر، فلم يظهر على نحو مكثّف بما يُشكّل رأيًا عامًا حول هذه المناطق للضَّغط على السلطات المعنية لتحسين الأوضاع، والوصول بالتالي إلى الهدف النَّبيل الذي وجدت وسائل الإعلام من أجله، وهو نقل الواقع والإسهام في البحث عن الحلول.
تبين لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنَّ تغطيات وسائل إعلام محلية بحاجة إلى إعادة تكثيف وتوجيه وتركيز لقصص كهذه، خصوصًا في مناطق الأطراف من الأردن، وتلك التي تعاني ظروفًا صعبة. ووجد المرصد عدَّة مواد صحفية وتقريرًا مصريًا عن هذه المناطق، لكن لم يأخذ حقَّه لدى الرأي العام، ولم يشتمل على بلورة حلول في هذا المجال.
حسابات تواصل اجتماعي قامت بدورها في هذه القضية بنقل المقاطع المصوّرة، وتساءلت عن الإعلام ودوره في نقل هذه القصص قبل الإعلام العربي. وألقت هذه الحسابات باللّوم على الجهات المسؤولة التي من واجبها توفير دراسات عملية عن واقع هذه المناطق، وتوفير المعالجات بشكل تدريجي وصولًا إلى الحل الشّافي.
لم يعثر مرصد (أكيد) خلال شهر رمضان 2024 على برنامج متخصِّص وصحفيّين ووسائل إعلام محلية ينتقلون إلى مناطق متعدِّدة من المملكة، ونقل واقع حالهم وظروفهم المعيشية للجهات المسؤولة وتشكيل رأي عام لمساعدة هذه المناطق وساكنيها. وكان عدد من وسائل الإعلام المحلية، وتحديدًا المرئية منها، قد منحت وقتًا كبيرًا لبرامج صناعة الطَّعام عبر بث مباشر اقترب من البث المفتوح، وبرامج دراما وترفيه. بهذا غاب التَّوازن عن المحتوى المنشور على شاشاتها بحيث تراعي مكونات البلاد واحتياجات المجتمعات المحلية، وتخصّص لها مساحات مناسبة لتقديم تغطيات مهمة جدًا للرأي العام.
ويرى (أكيد) في ضوء ذلك ما يلي:
أولًا: فات وسائل إعلام محلية تحقيق معيار الشمول وتغطية قضايا الفئات الهشَّة في محتواها الإعلامي، وهذا ترك جمهور المتلقين ينتقلون إلى وسائل إعلام عربية لمتابعة شأن محلي، وهذا يضرّ بالمصداقية والموضوعية الخاصة بهذه الوسائل.
ثانيًا: غاب التَّوازن عن منح مساحة مناسبة لكل مناطق المملكة، والمجتمعات المحلية، في المحتوى الإعلامي المنشور من قبل وسائل إعلام محلية.
ثالثًا: استخدم برنامج قلبي اطمأن لمذيع عربي يسمى "غيث" وسائل متطوّرة في التّصوير، ومنها طائرات مسيّرة وكادر كبير يدل على أنَّ حقَّ التغطية مسموح ومتاح في الأردن، وهذا يطرح التساؤل حول دور وسائل الإعلام المحلية في إنجاز تغطيات مكثفة في هذا المجال.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني