نشرُ فيديو وفاة ضابط أمن في حادث سير.. انتهاك لكرامته وإساءة لذويه وأصدقائه

نشرُ فيديو وفاة ضابط أمن في حادث سير.. انتهاك لكرامته وإساءة لذويه وأصدقائه

  • 2024-08-22
  • 12

عمّان 16 آب (أكيد)- عُلا القارصلي- نشرت وسيلة إعلام محلية خبرًا عن حادث سير أودى بحياة ضابط أمن أثناء تأدية عمله، وعنونت الخبر: "الباص السريع يصدم ضابط أمن في نفق المشاغل باتجاه الزرقاء ووفاة الضابط (فيديو)". وأرفقت الفيديو مع الخبر وعليه شعار واسم الوسيلة. وبعد فترة قصيرة، عدّلت الوسيلة الخبر، حيث قامت بشطب الفيديو دون تقديم اعتذار أو أقلها توضيح.

بدأت وسائل إعلامية وصفحات عامة على وسائل التواصل الاجتماعي بنقل الخبر؛ بعضها أرفق الفيديو مع الخبر وأبقى على شعار الوسيلة الأولى التي نشرته، ووسائل أخرى نشرت الفيديو دون شعار الوسيلة، في ما اكتفت بعض الوسائل والصفحات بنقل الخبر مع صورة الضابط. [1] [2] [3]

ركّزت الوسائل التي أرفقت الفيديو مع الخبر على جذب المشاهدات، دون الالتفات إلى أن نشر صور الوفيات ينبغي أن يراعي أخلاقيات العمل الصحفي، وأن كرامة الميت تقتضي عدم نشر الصور والفيديوهات لأنّها جزء من الحياة الخاصة للأفراد، ولا يجوز عرضها في الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، حيث أن نشرها على الإنترنت سيجعل الوصول إليها متاحًا في أي وقت، ويمكن تكرار نشرها كصور أرشيفية، ما يسبّب إساءة للضحايا وذويهم، لأنه يحرم عائلات الضحايا من حقهم في النسيان.

وسيلة الإعلام السّباقة في نشر الفيديو، عرضت الفيديو مع شعارها كما لو كان حصريًا لها، وكانت أحد أسباب انتشار الفيديو رغم أنها قامت بشطبه في ما بعد، ولم تقدم الوسيلة أي اعتذار مع العلم أن الاعتذار يعدّ من الممارسات الفضلى التي تقوم بها وسائل الإعلام حينما ترتكب خطأ مهنيًا.

والجدير بالذكر هنا أن صفحة عامة على فيسبوك قامت بشطب الفيديو، وأوضح صاحبها في اعتذاره أنه شطب الفيديو "احترامًا لروح المرحوم ولأهله وزملائه.. وأصدقاء ومتابعي الصفحة"... هذا نمط من ممارسة فضلى حريّ باتّباعه. [4]