نشر فيديو وفاة طفلة في حادث سير .. انتهاك لكرامتها وخصوصية عائلتها

نشر فيديو وفاة طفلة في حادث سير .. انتهاك لكرامتها وخصوصية عائلتها

  • 2024-08-04
  • 12

عمّان 8 تموز (أكيد)- وسيلة إعلام محلية نشرت خبرًا عن حادث سير أودى بحياة طفلة في فلسطين المحتلة بعنوان: "انفصل رأسها عن جسدها.. حادث مأساوي لطفلة فلسطينية أخرجت رأسها من المركبة (فيديو).

بدأ الخبر بعنوان منفّر يصف حالة بشعة بالقول: "انفصل رأسها عن جسدها (فيديو)"، حيث لم يحترم العنوان خصوصية الوفاة وعدم جواز اختراقها وتناولها إلا في أضيق الحدود ولحالات خاصة مع التركيز على نقل الأجواء العامة وليس تفاصيل الوفاة (الحادث) تحديدًا في هذه الحالة، لكون الضحية طفلة أيضًا ما يعطيها خصوصية مضاعفة.

ركّز الخبر على حادث وفاة الطفلة وردة فعل ذويها دون التفات إلى أن كرامة الميت تقتضي عدم نشر الصور والفيديوهات باعتبارها جزءًا من الحياة الخاصة للأفراد، والتي لا يجوز تناولها في الإعلام لما لذلك من تأثير على مشاعر ذويه، لأن نشرها عبر الإنترنت (وسائل إعلام ووسائط تواصل اجتماعي) سيبقيها متداولة في حال تكرار عرضها أو نشرها، ويجعلها عرضة لسوء الاستخدام من قبيل نشرها كصور وفيديوهات أرشيفية عبر العالم، علمًا بأن الصحفيّين مطالبون بالدفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الأساسية وعدم نشر ما يسيء إليهم أو لعائلاتهم.

عُرض فيديو الحادث كما لو كان مصورًا حصريًا للوسيلة الإعلامية التي بثّته، في حين أنه حدث في دولة أخرى ومكان آخر، دون تحديد لمصدره، وللطريقة التي وصل من خلالها للوسيلة، وتاريخ وقوعه، ويُعدّ هذا انتهاكًا لحقوق النشر وإعادة النشر، فالصحفيون مطالبون بممارسة أقصى درجات الموضوعية في "عزو" المواد الى مصادرها، وأن يذكروا مصدر كل مادة صحفية أو نص يُنشر، وعليهم بيان مكان الحدث ومصدره، وهو ما ينطبق على الفيديوهات والصور.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يؤكد أن نشر صور الوفيات، خصوصًا الأطفال منهم يرتبط بجوهر أخلاقيات العمل الصحفي، والتي لا يجوز تخطيها أو إهمالها، وأن على الصحفيّين قلب الأدوار بافتراض وجوده في مكان ذوي الضحية، وهو ما يحتّم عليهم تقدير المصلحة الفضلى للضحية وذوية، وعدم انتهاك خصوصيتهم، والسماح لهم بالحزن والاستشفاء بمعزل عن عدسات الكاميرا. وعليه يتحفظ (أكيد) عن نشر رابط هذا الخبر لاشتماله على الفيديو المشار إليه، كي لا يسهم في مزيد من الترويج له.