عمّان 20 أيّار (أكيد)- سوسن أبو السّندس- في العاشر من أيار، وبناءً على قرار مقدَّم من المجموعة العربية صوَّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية العاشرة التي عُقدت تحت عنوان: "الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة"، لصالح مشروع يقرّر أن دولة فلسطين مؤهلة للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
جاء ذلك بعد أن فشل مجلس الأمن في 18 نيسان الماضي بدعوة من الجزائر، في تبنّي قرار يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول دولة فلسطين عضوًا في المنظمة، حيث صوّت لصالح القرار 12 عضوًا، في حين عارضته الولايات المتحدة مستخدمةً حق النقض "الفيتو".
الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت إذًا بأغلبية ساحقة قرارًا يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية فلسطين بشكل إيجابي، بعد أن صوَّت لصالح القرار 143 دولة، وعارضه تسع دول، وامتناع 25 دولة عن التصويت. وقد أشار القرار إلى أن الفلسطينيّين مؤهلون لِنَيْل العضوية الكاملة، وذلك وفق المادة (4) من ميثاق الأمم المتحدة.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني ( أكيد ) أصداء قرار إعادة النظر في عضوية فلسطين، فوجد تغطية محدودة لا تتناسب مع أهمية هذه الخطوة في ظل المرحلة التي تمرّ بها القضية الفلسطينية من اعتداءات إسرائيلية غير مسبوقة على الشعب الفلسطيني.
اشتملت تغطية الإعلام المحلّي للقرار الأممي على ثلاثة بنود، تلخصت في نقل قرار الجمعية العامة دون شرح أو تفسير. كما نقلت التغطية الخبرية الموقف الأردني الرسمي المرحب بهذه الخطوة، في حين رصدت تقارير تشير إلى وضع فلسطين الحالي كدولة مراقبة، وماذا يتطلب للحصول على العضوية الكاملة.
يرى (أكيد) أن ألقاء الضوء على هذا الزخم من التأييد الدولي، يؤكد على عدالة قضية فلسطين ومشروعية مطالبها في ممارسة حق تقرير المصير، وإقامة دولتها المستقلة وفقًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، علاوة على أن التصويت الإيجابي لصالح الدولة الفلسطينية يبين التغيير الملحوظ في الموقف الدولي اتجاه القضية، الأمر الذي يحتاج إلى تقارير صحفية معمّقة تبرز هذا التحول، وتناقش فرص تغيير مواقف الدول التي امتنعت عن التصويت، ونصفها من الدول الأوروبية لصالح هذا التّوجه، وانعكاس ذلك على الموقف الأمريكي.
استقطب هذا القرار، الذي جاء بعد سنوات من الجدل والمفاوضات، اهتمام وسائل الإعلام الدولية التي غطت الحدث من زوايا متعددة. ففي الولايات المتحدة، كانت ردود الفعل متباينة، حيث أشارت بعض الصُّحف إلى أبرز التحديات التي قد تواجه إسرائيل بعد القرار، مشيرة إلى أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة، سيترك تأثيرات كبيرة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، بينما أشارت وسائل إعلام أخرى إلى هذا القرار يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
صُحف مثل الجارديان ولوموند، بيّنت أن قرار انضمام فلسطين للمنظمة الأممية يمثل انتصاراً للدبلوماسية الدولية ودعمًا لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
أما الإعلام العبري، فقد وجّه انتقادًا شديدًا للقرار، ونقل موقف وزير الخارجية الإسرائيلي الذي وصف القرار بأنه جائزة لحماس، واعتبره دليلًا على التحيّز الهيكلي للأمم المتحدة ضد إسرائيل، مشدّدًا على أن هذا القرار يعزّز مواقف القوى المعادية لإسرائيل.
في المقابل، ركزت بعض الوسائل العبرية على أن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لا يخلق دولة فلسطينية قابلة للحياة، ولا يحلّ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، بل إن الأمر يتطلب عملية سياسية نحو حل الدّولتين، وتتبنى هذا الموقف بعض الدّول الأوروبية مثل ألمانيا التي امتنعت عن التصويت.
يشير (أكيد) إلى أهمية إلقاء الضوء في الإعلام المحلي على الموقف الإسرائيلي، لان ذلك يكشف استمرار عدم تقبل إسرائيل للدبلوماسية الدولية، حتى ان المندوب الإسرائيلي اتّخذ موقفًا عصبيًا بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة.
وفي السياق ذاته، لم يرصد (أكيد) مواد صحفية تناقش بنود هذا القرار مع خبرات دولية، خصوصًا أن القرار لا يمنح فلسطين العضوية الكاملة، إلا أنه يعترف بأهلية فلسطين للانضمام ويمنحها بعض الحقوق الإضافية كدولة مراقبة. كما لم يرصد تقارير تشير إلى التحديات التي تواجهها فلسطين وفي مقدمتها استخدام حق النقض "الفيتو".
وفي ظل حقيقة أن القضية الفلسطينية هي قضية العصر، فإن من الأهمية بمكان الربط بين تطور مسار الدبلوماسية الدولية، وبين الدعم الشعبي العارم في العالم لحرية شعب فلسطين وتقرير مصيره، واستخلاص ماذا على الفلسطينيّين والعرب عمله لقطف ثمار كل ذلك.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني