وعي المتلقين يحدّ من انتشار فيديو مفبرك حول النّواب

وعي المتلقين يحدّ من انتشار فيديو مفبرك حول النّواب

  • 2025-11-16
  • 12

عمّان 16 تشرين الثاني (أكيد) نشر أحد الحسابات الشخصية الذي يستخدم أسمًا "مستعارًا" عبر منصّة إكس مقطعًا مصورًا بتاريخ 11 تشرين الثاني الجاري، يتضمن مجموعة من المشاهد يُفترض أنّها جُمعت من جلسات مجلس النواب تحت القبّة بعنوان:  "لقطات من داخل "حضانة" مجلس النواب"، لكنّها مولّدة بالذّكاء الاصطناعي.

 

أظهر المقطع المصوّر في مشاهده عددًا من النواب المفترضين يجلسون على مقاعدهم، وكأنهم في إحدى جلسات المجلس، يتصفحون خلويّاتهم وأحيانا يتصورون ويلعبون بها. وعلى الرغم من انّ المقطع مولّد بالذّكاء الاصطناعي، فإن عددًا ممن ظهر بالمقطع يشبهون بملامحهم وهيئاتهم أعضاء في مجلس النواب بدرجة كبيرة، ويمكن لمن يشاهد المقطع الاستدلال عليهم. ويمتنع (أكيد) عن نشر رابط المقطع حتى لا يسهم في الترويج لهذه المخالفة الجسيمة.

 

لاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنّ المقطع المصوّر ومدته 30 ثانية، يحمل لوجو إحدى محطات التلفزة المحلية الخاصة، إلى جانب أنّه يحمل علامات وإشارات عادة ما تستخدمها هذه الوسيلة في مقاطعها المصوّرة، في محاولة لتعزيز مصداقية هذا المقطع المفبرك باعتباره صادرًا عن المحطة التلفزيونية بالفعل، ما يشير إلى أنّ من صنع المقطع المولّد بالذّكاء الاصطناعي يعرف جيدًا ماذا يفعل، وأنّه ليس مجرد تسلية.

 

وتبين لمرصد (أكيد) أنّ المقطع قد حقّق أكثر من 100 ألف مشاهدة على منصة إكس، وهذا رقم مرتفع نسبيًا بالنّظر إلى أن هذه المنصّة هي من الشبكات الأقل استخدامًا محليًا مقارنة مع شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، بالإضافة إلى أنّ هذا الحساب يعدّ من الحسابات النشطة على منصّة إكس، حيث يتابعه أزيد من 60 ألف متابع، ولاقى المقطع إعجاب أصحاب 192 حسابًا.

 

 

ولمعرفة مدى نجاح صانع المقطع في خداع المتلقين، أجرى (أكيد)، بحثًا سريعًا لمعرفة ما إذا تمّ تداول المقطع المصوّر على شبكات التواصل الاجتماعي أو حتى على وسائل إعلام، فلم يصل إلى أنّ أيّ حسابات تتيح محتواها للعامة، تكون قد نشرت المقطع، باستثناء الحسابات التي أعادت نشر المقطع من الحساب ذاته عبر إكس، وعددها 18 حسابًا حتى إعداد هذا التقرير.

 

ولعلّ الملفت في هذا النشر، على الرغم من محاولة صانع المقطع من اظهاره بشكل يوحي بأنه من إنتاج وسيلة إعلام حقيقية، وتحقيقه مشاهدات مرتفعة نسبيًا، إلّا أنّه أخفق أمام وعي المتلقين الذين شاهدوا المقطع، ولم يختاروا الصّمت، بل كشفوا زيف المقطع، وهذا ما ظهر أولًا في التعليقات على منشور المقطع، على قلتها (27 تعليقًا)، حيث استنكر عدد من التعليقات نشر المقطع دون الإشارة إلى أنّه مولّد بالذّكاء الاصطناعي.

وجاء الرّد من صاحب الحساب الذي نشر المقطع: "ما هو أصلًا للدّعابة،. ليأتيه الرّد من أحد المستنكرين للنشر: "طيّب اكتب دعابة .. كلامك عندي كلّه ع محمل الجد سيدي". وثانيًا ظهر عند البحث عن أي حسابات من الممكن أنها خُدعت ولم تكتشف زيف المقطع، فأعادت نشره فلم يتمّ العثور على نتائج، خاصة أن المحتوى الذي يتضمن مشاهد ساخنة أو ساخرة من لقاءات النواب أو اجتماعاتهم عادة ما تحظى بمشاهدات مرتفعة وإعادة نشر وتداول على نطاق واسع.