وسائل إعلام محلية وعربية ورياضية تتسبَّب بخطاب كراهية عالي المستوى بسبب كأس آسيا لكرة القدم

وسائل إعلام محلية وعربية ورياضية تتسبَّب بخطاب كراهية عالي المستوى بسبب كأس آسيا لكرة القدم

  • 2024-02-08
  • 12

عمّان 8 شباط (أكيد)- لقاء حمالس- فتحت وسائل إعلام محلية وأخرى عربية متخصِّصة بالأنشطة الرِّياضية، الباب واسعًا أمام مشتركين على مواقع التَّواصل الاجتماعي ومنصَّات النَّشر العلنية؛ لبث خطاب كراهية كبير ولغة سلبية وأنشطة ضارة للمجتمع من خلال استضافة محلِّلين تحدثوا بكلمات كان على حراس البوابة منع مرورها، واجتزاء مقاطع مصورة تمَّ تبادلها وتسبَّبت بأذى كبير لفئات من المجتمع وقد يستمر هذا الضَّرر لسنوات قادمة.

عاد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى التَّغطيات التي صدرت من وسائل إعلام ومحلية وعربية ومتخصِّصة بالشَّأن الرِّياضي وحسابات مشتركين على صفحات مواقع  التّواصل الاجتماعي قبل وخلال بطولة أمم آسيا 2023 والتي بدأت منافساتها في دولة قطر وتنتهي يوم السَّبت 10 شُباط 2024، وكان واضحًا في هذه التَّغطيات حجم خطاب الكراهية الذي تناولته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي المشجّعة لفريق محدّد ضد آخر، وخاصة ما كان من قبل بعض الفرق العربية وكأنها تحولت من لعبة كرة قدم بين فريقين إلى حرب بين جيشين، إذ غابت الروح الرّياضية، وحلّ مكانها نشر صور كاريكاتيرية وفيديوهات أساءت إلى الفرق واللّاعبين باستخدام العبارات اللّاذعة والمسيئة، لا بل تعدّت ذلك  إلى الإساءة للدّول وشعوبها، ما تسبّب بالتّشاحن وتعميق العصبيّة الرّياضية.

ووجد (أكيد) خلال عملية الرَّصد أنَّ وسائل إعلام هي التي ساهمت بخطاب الكراهية بل وبدأت به من خلال عدم التَّحكم بالمحتوى المار من خلالها لشريحة كبيرة من المتلقين، وفي هذا النَّوع من المحتوى الرِّياضي كان يجب على وسائل الإعلام أنَّ جمهور المتلقين فيها هم من فئة الأطفال والشَّباب والمراهقين أي أنَّها فئات تؤسِّس لمجتمعات مستقبلية، وبالتالي فإنَّ وصول المحتوى الضَّار إلى إليهم ومنه خطاب الكراهية ستكون آثاره كبيرة على المجتمعات في المستقبل.

وتبين ل (أكيد) أنَّ وسائل إعلام محلية وأخرى عربية متخصِّصة بالرِّياضة أسهمت بشكل مقصود أو غير مقصود بهذا الخطاب وتجييش الرأي العام عبر استضافتها محللين رياضيين أطلقوا تصريحات وفَّرت بيئة خِصبة لانتشار هذا الخطاب بين الجمهور، كما نشرت وسائل إعلام لقاءات بنظام "فوكس بوب" التلفزيونية والتي حملت عبارات غير لائقة بحق أطراف أخرى من بينها: ... وينه كسرنا عينه" وأخرى: "جيبولنا ....."، ولم تقم هذه الوسائل بوقف تمرير مثل هذه العبارات واللقاءات وأن يشعر جمهور المتلقين بأنَّ هناك رقابة على المحتوى السلبي الذي يمر إلى فئات المجتمع كافة.

ورُغم منع تطبيق "تيك توك" في الأردن إلا أنَّ هناك مقاطع انتشرت قام عدد من الأشخاص بتحميلها وإرسالها عبر تطبيقات أخرى غير ممنوعة لكنها حملت خطاب كراهية كبير، ومنها ما حمل إساءات كبيرة بحق فئات ومجتمعات ودول كاملة.

ووجد (أكيد) أنَّ هذه المناخات السّلبية تتطلّب من الجهات الرياضية المعنية أن لا تكلّ من توعية جماهيرها المشجّعة لأكثر لعبة شعبية في العالم، بوجوب التحلّي بالروح الرياضية، وتعزيز الرّوح الإيجابية التنافسية، وتجنّب التعليقات السّلبية، ففي النهاية هي لعبة كرة قدم، ولذا يتعيّن الابتعاد عن كل ما ينطوي على الإساءة والتّنمر وأي شكل من أشكال خطاب الكراهية سواء داخل المدرّجات أو خارجها، فكلّ المظاهر السلبية تنتقل إلى الصّفحات الإلكترونية ومنصّات التّواصل الاجتماعي فيما بعد.

في المباراة التي جمعت الأردن والعراق، وفاز فيها الأردن بإحرازه ثلاثة أهداف مقابل هدفين، والتّأهل إلى الدور ربع النّهائي للبطولة، وأعقب ذلك خطاب كراهية كبير الامر الذي دفع بالمسؤول عن البطولة وهو الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى إصدار بيان حول مباراة دور الـ 16 بين العراق والأردن جاء فيه: "يشعر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بخيبة أمل كبيرة نتيجة التّصرفات التي حصلت خلال المؤتمر الصّحفي بعد نهاية المباراة التي جمعت بين العراق والأردن، وقد قام باتّخاذ قرار سريع بحرمان الأفراد المسؤولين عن هذه الأحداث من تغطية ليس فقط كأس آسيا AFC قطر 2023، بل كذلك البطولات المستقبلية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث أن التصريح الإعلامي يعتبر بمثابة امتياز يتضمن مسؤولية الالتزام بالمعايير الأخلاقية، وكل من يخرق هذا المعايير سوف يواجه العواقب"[1][2][3]

ودان الاتّحاد كل التّصرفات التي تتعارض مع روح اللّعب النّظيف والاحترام التي يقوم بالترويج لها داخل مجتمع أسرة كرة القدم الآسيوية.

في وقت سابق، قال رئيس FIFA جياني إنفانتينو: "واجبنا هو حماية كرة القدم، وهذا يبدأ بحماية اللّاعبين الذّين يجلبون الكثير من الفرح والسعادة لنا جميعًا من خلال لعبهم لكرة القدم. ولسوء الحظ، هناك اتجاه متزايد من التعليقات غير المقبولة الموجهة إلى اللّاعبين والمدربين ومسؤولي المباريات والفرق على قنوات التواصل الاجتماعي، وهذا الشكل من التمييز، مثل أي شكل آخر من أشكال التمييز، ليس له مكان في كرة القدم".[4]

كل هذا يؤكد على أهمية ضبط النفس، وكبح المشاعر العدوانية والتعصّب من قبل الجماهير المشجّعة الفرق، والابتعاد عن الشتائم وعن الميل للانتقام والمصادمات الجماعية التي تحدث في الملاعب وتستمر خلف الشاشات أيضًا.