وسائل إعلام محلية تُضلِّل الجمهور وتنحاز لمترشحين للانتخابات النيابية

وسائل إعلام محلية تُضلِّل الجمهور وتنحاز لمترشحين للانتخابات النيابية

  • 2024-09-06
  • 12

عمَّان 5 أيلول (أكيد)- واجه جمهور المتلقّين سيلًا من التَّغطيات الإعلامية المحلية التي تُشير إلى قوة عدد من المترشحين لانتخابات مجلس النواب الأردني العشرين، وتفوّقهم في عدد من الدَّوائر الانتخابية دون الإشارة إلى مصادر دقيقة أو دراسات مسحية حقيقية أو استقصائية تبين أسباب هذه القوة وكيفية توصل هذه الوسائل إلى هذه النتائج.

وتتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التغطية الصحفية التي قدّمتها وسائل الإعلام على مدار 30 يومًا، وشملت وسائل إعلام إلكترونية ومقروءة ومرئية ومسموعة، وتبين لها أنَّ عددًا كبيرًا من الوسائل الإلكترونية قامت بنقل مواد إخبارية مضلِّلة للجمهور تمثّلت بإخبارهم بقوة عدد من المترشّحين وتفوّقهم في عدد من الدوائر الانتخابية، وتميّز وتقدّم عدد من الأحزاب.

ومن خلال تحليل مضمون 109 مواد صحفية غير محايدة نشرتها وسائل إعلام إلكترونية، تبيّن أنَّ هذه التغطيات افتقرت إلى الأرقام التي تثبت هذا التفوق لبعض المترشّحين والقوائم، وأنَّ هذه التغطيات أدخلت هذه الوسائل بعدم الحياد والافتقار للتوازن، وبالتالي أدخلت الجمهور في التضليل الذي ترتّب على هذه التغطيات.

ولاحظ (أكيد) أنَّ هذه التَّغطيات لا ينطبق عليها مفهوم الخبر بمعناه وشروطه المهنية التي بُنيت على معايير وشروط دقيقة خاصة بمهنة الصحافة، وبالتالي فإنَّ طريقة صياغتها والمعلومات الواردة فيها، هي أقرب للدِّعاية الانتخابية، ما كان يتعيّن على هذه الوسائل الإشارة إليها بأنَّها محتوى دعائي.

ووجد (أكيد) أنَّ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ورقيًا التزمت بأسس التغطيات الصحفية للدعاية الانتخابية الخاصة بالمترشحين، وقدَّمت تغطياتها بصورة متوازنة وحيادية، ولم تستخدم كلمات أو عبارات تشير إلى تفوّق مترشحين أو نعتهم بصفات مثل القوّة، أو الإشارة إلى تميّز أحزاب على غيرها، وفتحت المجال بالتوازن للمترشحين في قوائم حزبية للظهور ومخاطبة جمهور المتلقين.

ويشير (أكيد) إلى أنَّ تخلِّي وسائل إعلام في تغطياتها عن المعايير المهنية الضابطة لعملها تسبَّب في عدم وصول الرسالة الدَّقيقة للجمهور، وبالتالي تضليلهم، وسيتبيّن لهم ذلك بعد انتهاء الانتخابات النيابية وظهور النتائج الرَّسمية، الأمر الذي قد يكشف للجمهور أنَّ المترشح الذي وصفته بعض وسائل الإعلام بالقوّة لم يكن كذلك، الأمر الذي يزعزع ثقة الجمهور بهذه الوسائل على المدى القريب.   

وحتى لو جاءت نتيجة بعض التقديرات التي وردت في عدد من التقارير صحيحة، فإن هذا لا يعفي هذه التقارير من مسؤولية مخالفة ميثاق الشرف الصحفي، ما دام أنها كانت منحازة ومضمونها إعلاني، وإن قدّمت مادتها بقالب إخباري.