عمّان 2 تموز- (أكيد)- عُلا القارصلي- ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في عيد الأضحى، بفيديوهات لحادثة تعطّل إحدى الألعاب داخل مدينة ملاهي في منطقة الرصيفة.

أظهر أحد هذه الفيديوهات تعرّض مسعف برتبة وكيل للإصابة، وبدأت وسائل إعلامية محلية بنقل هذا الفيديو عن مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد 12 يومًا من الحادثة أعلنت مديرية الأمن العام وفاة المسعف متأثرًا بإصابته.

إن نقل وسائل إعلامية الفيديو عن مواقع التواصل أوقعها بمخالفات أبرزها الآتي:

أولًا: خالفت الوسائل بنشرها الفيديو المبادئ الأخلاقية للعمل الصحفي، والتي تدعو إلى عدم إظهار أعمال القسوة والضعف الجسدي والإنساني.

ثانيًا: وفاة المسعف أوقعت وسائل الإعلام التي نشرت الفيديو بانتهاك حق من حقوق الحياة الخاصة للمسعف، وهو دخوله في طي النسيان، فنشر الفيديو على محركات البحث يعني حفظها وإمكانية العودة لها في أي وقت حتى بعد مرور فترة طويلة من الزمن.

لقد كفل الدستور الأردني حرمة الحياة الخاصة للأردنيّين. وبيّنت المادة (7) في قانون المطبوعات والنشر وتعديلاته أن من آداب مهنة الصحافة وأخلاقياتها الملزمة للصحفي عدم المسّ بحرمة الحياة الخاصة للأفراد.

ثالثًا: خالفت الوسائل المادة (11) من ميثاق الشرف الصحفي، والتي تدعو إلى التزام الصحفيّين باحترام حق الأشخاص في بقاء حياتهم الشخصية والعائلية والصحية سرية.

وجدير بالذكر أن بعض هذه الوسائل قد حذفت الفيديو لاحقًا دون الإشارة إلى ذلك. علمًا بأن حذف الفيديو خطوة في الاتجاه الصحيح، وسيكون مفعولها أكبر، وذا قيمة توعوية لو أشارت إلى أنها حذفت الفيديو، وبيّنت سبب ذلك. وفي الحالات التي تعتذر فيها وسائل الإعلام عن نشر فيديو مخالف، وتقوم بحذفه، فإن ذلك يعد في تقاليد وسائل اإعلام من الممارسات الفضلى.