وسائل إعلام تنقل معاناة النساء الحوامل في قطاع غزّة وتُؤنْسِنُ قصصهن

وسائل إعلام تنقل معاناة النساء الحوامل في قطاع غزّة وتُؤنْسِنُ قصصهن

  • 2024-08-04
  • 12

عمَّان 22 أيّار (أكيد)-لقاء حمالس- لم تكتفِ وسائل إعلام بنقل أخبار النساء الحوامل في قطاع غزّة، بل عملت على أنسنة قصصهنّ لتعكس حجم المعاناة الحقيقي والمأساوي، والتحديات التي عانين منها على امتداد المسافة الزمنية منذ بداية الحرب وحتى هذه الأيام.

تابع مرصّد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التغطية التي بيّنت وجود 1.10 مليون أنثى في غزّة، أي ما نسبته 49.3 بالمئة من سكان القطاع، منهنّ ما يقارب 546 ألف أنثى في سن الإنجاب (15-49) سنة. كما رصدت عدد النساء الحوامل، والذي بلغ 60 ألف امرأة، بمعدل 180 حالة ولادة يوميًا،

ويرجّح أن تعاني 15 بالمئة من النساء من مضاعفات في فترة حملهن وولادتهن، وذلك يعود إلى نقص الرّعاية الصّحية، وعدم توفر العلاج الكافي واللّازم، وهذا يؤدي إلى الولادة في ظروف غير آمنة. ولم تكن هذه الإحصاءات أرقامًا جامدة، بل حملت قصصًا بين طياتها روتها النساء أنفسهن اللاتي عشن الحرب والتهجير القسري، وعانين من التنقل، ونقلن تفاصيل حياتهن في الحرب وتبعاتها عليهن.[1][2][3]

هذا يؤكد أهمية إنتاج محتوى إنساني يتجاوز لغة الأرقام، نحو أنسنة المعلومات فيها، وإعطاء الفرصة الكافية للمتضررين من الحرب بسرد قصصهم، ونقل الواقع الذي يعيشونه بتفاصيل يصعب على متلقي الخبر إدراكها دون شرح أو تفصيل.

إن هذا يعني الذهاب إلى ما وراء الخبر فعليًا، وسماع شهاداتهم بأصواتهم، ونقل تجاربهم الحيّة، وهذا يوصل الرسالة بشكل أفضل إلى المتلقي، ويزيد من حجم إدراكه لما يحدث، بل يساعده ذلك على بناء نوع من التواصل الإنساني بين من يقرأ أو يشاهد هذه القصص وبين راويها، فكيف إذا ما كانت هذه القصص تتعلّق بالنساء والحوامل بشكل خاص.

وبحسب ما رصد (أكيد) لما تناقلته وسائل إعلام مرصودة، فقد كان من أبرز المشاكل التي عانت منها النساء الحوامل الآتي:

أولًا: نقص الخدمات الطبيّة والأدوية الضرورية لهنّ، وصعوبة الوصول إلى المرافق الصّحية، بالإضافة إلى توقف 85 مستشفى ومركزًا صحيًا عن تقديم خدماتها.

ثانيًا: سوء التغذية والجفاف، وهذا بدوره يُلحق ضررًا بالنساء الحوامل وأطفالهن الذين يولدون بأوزان ناقصة بشكل ملحوظ ودون الحد الطبيعي، وحتى بعد الولادة لا يستطعن إرضاعهم بسبب سوء التغذية الذي يتسبّب بنقص إنتاج الحليب، في ظل صعوبة توفير حتى الحليب الصناعي لهم.

ثالثًا: ارتفاع عدد الولادات المبكرة بسبب ظروف الحرب في القطاع، بالإضافة إلى زيادة حالات الوفاة خلال الولادة، وزيادة حالات الإجهاض بسبب الخوف والتوتر، إذ ارتفعت إلى ما نسبته 300 بالمئة.

رابعًا: اضطرار النساء بسبب الحاجة في ظل حرب الإبادة المفروضة على سكان القطاع للقيام بأعمال شاقة ومجهدة مثل قطع الحطب والأخشاب، واستخدامها في أفران بدائية من الطين الذي يُلحق الدخان الذي يخرج منه أذى بالجهاز التنفسي، وجميع هذه الأضرار تكون مضاعفة لدى المرأة الحامل.[4]

خامسًا: منع الاحتلال الإسرائيلي دخول قوافل المساعدات بما فيها الطبيّة. وقد بيّن في وقت سابق صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 62 حزمة من المواد الخاصة بحالات الولادة كانت تنظر السماح لها بالدخول عبر معبر رفح.[5]

كل هذا يستدعي من وسائل الإعلام تسليط الضوء على الأبعاد الإنسانية لمعاناة الفلسطينيين في القطاع، وإطلاق رسائل متكررة لاستنهاض وتوسيع وتشبيك جهود الجمعيات والحركات الحقوقية والمنظمات التي تعنى بهذا الجانب الذي تعاني منه النساء الحوامل، وتعظيم دورها في نصرة هؤلاء النساء، والإسهام في إيقاف ما يتعرضن له من انتهاكات خطيرة.