وصف مستشفى خاص بأن أحواله لا تسر صديقًا .. مقال رأي بقالب خبري يفتقد للتوازن والأدلة

وصف مستشفى خاص بأن أحواله لا تسر صديقًا .. مقال رأي بقالب خبري يفتقد للتوازن والأدلة

  • 2024-10-20
  • 12

عمّان 19 تشرين الأول (أكيد)- نشرت وسيلة إعلام محلية خبرًا عن تراجع خدمات أحد المستشفيات الخاصة بقولها "أحواله لا تسرّ صديقًا ولا تغيظ عدوًا .. فهل تنقذه الإدارة من واقعه المؤلم؟!" [1]

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أخضع الخبر المنشور لمعاييره المنشورة على موقعة الإلكتروني، فوجد أنه خالف أخلاقيات المهنة في عدة مواضع.

هاجم عنوان الخبر المستشفى وإدارته، في حين أن رسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية والتأكد من صحة المعلومات والأخبار قبل نشرها واختيار عنوان يعبّر بدقة عن مضمون الخبر.

تناول الخبر بعض التفاصيل حول إمكانية وجود تراجع في الخدمات التي يقدّمها المستشفى بحسب مشاهدات المريض التي نقلها الخبر، وهذا ليس كافيًا للحديث عن تراجع كلي للمستشفى، ووصف أحواله بأنها "لا تُسرّ صديقًا ولا تغيظ عدوًّا"، فرسالة الصحافة مقدسة، ولا يجب أن تخضع للمزاجية أو التّهم الجزافية التي لا تستند إلى دليل.

فقد نشرت الوسيلة الإعلامية النّصّ بقالب وعنوان خبريّين دون التمييز بين الحقيقة والتعليق، أو بين الرأي والخبر، على الرغم من أن الخبر بالأصل مقال لصحفيّ وضع اسمه في نهاية النّصّ.

 لم تورد الوسيلة الإعلامية أي صور أو وثائق أو شهادات عيان تؤكد ما ذهب إليه الخبر، متناسيةً أن الصحفيّين مطالبون بعدم نشر معلومات غير مؤكدة أو مضلّلة أو مشوهة كي لا يتسببوا بتضليل الجمهور ونشر الإشاعات.

عنصر التّوازن كان غائبًا بعدم توجيه سؤال للمستشفى حول حقيقة الاتّهامات التي نقلها الخبر وتمثيل أصحاب المصلحةوالاستماع لرأيهم، حيث اعتمد الخبر على رؤية أحادية لكاتب النص باعتباره طرفًا وراويًا للقصة، وهاجم إدارة المستشفى دون الاستماع لتعقيبهم، وهو ما يمكن أن يعرّض الوسيلة الإعلامية للمساءلة القانونية، فالصحفيون مسؤولون عن الأخطاء المهنية والمسكلية التي تعني مخالفة القوانين والأنظمة ، لأن ذلك يُلحق ضررًا مادّيًا أو معنويًا بالآخرين.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يؤكد أن التزام وسائل الإعلام بالتوازن والحيادية في نقل الوقائع والأحداث، وقدرتها على التمثيل المتوازن في الخبر، وتدعيمها بالحجج والأدلة، والتمييز بين الرأي والحقيقة يُعبر عن احترامها لجمهورها وحقه في المعرفة.