وسيلة إعلام تبث فقرات عن جرائم عنيفة حول العالم وتستهدف الشباب

وسيلة إعلام تبث فقرات عن جرائم عنيفة حول العالم وتستهدف الشباب

  • 2024-11-11
  • 12

عمان 10 تشرين الثاني (أكيد)- تبث وسيلة إعلام مرئية محلية عبر أحد برامجها المتنوعة فقرات يروي مقدمها قصصًا وأحداثا لجرائم وقعت حول العالم، بكثير من التفاصيل الصادمة والغريبة عن مجتمعنا، مرتكبةً بذلك انتهاكات مهنية وأخلاقية.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) هذا النمط من الفقرات التي تعرضها الوسيلة الإعلامية عبر شاشتها وتنشرها عبر منصاتها على التواصل الاجتماعي، ليتضح أن غالبية ما تعرضه هو لجرائم وقعت في الماضي البعيد حول العالم، بكثير من التفاصيل التي تُظهر أعمال القسوة والتعذيب، دون أن تسعى لتقديم دروس مفيدة أو قيمة أخلاقية محدّدة في غياب القيمة الخبرية.

هذا النمط من الجرائم يسهم بتعريف المتلقين بعامة، والشباب بخاصة بأساليب جرمية جديدة قد يسعى البعض ممن لديهم ميول عنفية إلى تقليدها أو ممارستها، في الوقت الذي تحث به المعايير الأخلاقية لمهنة الإعلام وفق ميثاق الشرف الصحفي على عدم نشر أي محتوى من شأنه التحريض على العنف ونشر الجرائم. ويتحفظ (أكيد) على إضافة رابط الحلقات حتى لا يسهم في مزيد من الترويج للعنف والجريمة.

لم تتردد الوسيلة في استخدام الإثارة والقسوة في كتابة عناوين فقراتها، وفي أحيان لا تشير إلى مكان وقوع الجريمة في عناوينها، فيظهر للجمهور وكأنها وقعت في الأردن، وهذا من شأنه إثارة حالة من الفزع والذعر في نفوس المتلقين، وخاصة من الفئات العمرية الصغيرة، علمًا بأن الوسيلة لم تبادر إلى تحذير جمهور المتلقين في بداية الحلقات أو خلال عرضها من أنها تتضمن محتوى قاسيًا لا يُنصح بمشاهدته لمن هم دون عمر الثماني عشرة سنة، متجاهلة المصلحة العامة للمجتمع، والأثر النفسي البالغ الذي قد يسبّبه هذا النوع من المحتوى بإشاعة الخوف والرعب.

وبالعودة إلى البرنامج الذي تعرض من خلاله الفقرات، فإن القناة التلفزيونية تصفه بـ "منصة شبابية، شاملة ومتنوعة تنشر المعرفة والترفيه في الأردن والوطن العربي"، ويحمل شعارها، وهذا يعني أن فئة الجمهور المستهدف لهذا البرنامج، هي الشباب، وهذا يطرح التساؤل الآتي: ماذا تريد القناة بدايةّ من بث هذه الفقرات ضمن برنامج شبابي؟! وبعد مشاهدة العديد من الحلقات والتدقيق بشكلها ومضمونها وطريقة عرضها، يتبين أن هذا النوع من المحتوى يلفت انتباه الشباب، والذي يعدّ الأكثر استخدامًا لمنصات التواصل الاجتماعي، وبالتالي تحاول هذه الوسيلة الوصول إلى عدد كبير من المشاهدات على حساب المصلحة العامة للمجتمع، وبخاصة الشباب فيه.