عمّان 27 تموز (أكيد) – شرين الصّغير – نشرت وسيلة إعلام محلية خبرًا بعنوان: "بلا رحمة .. أب يعلق طفلته بمروحة السقف ويُنهي حياتها بطريقة بشعة"[1] ، وهي بذلك تكون قد وقعت بمخالفتين مهنيّتين، هما: أولًا، أنها لم تذكر في العنوان أنه وقع في دولة عربية لتوهم المتلقين أنه وقع في الأردن، والثانية، هي التوصيف غير الضروري لبعض جوانب المشهد.

بالرغم من ذكر مكان الحدث في المتن، إلا أن هذا لا يعفي الخبر من أنه لم يذكر المكان في العنوان، وهذا شكل من أشكال التضليل المتعمد الذي يقصد استدراج المتلقي لقراءة المادة بغرض زيادة التفاعل والمشاهدات، وهذا يتعارض صراحة مع ما يؤكد عليه ميثاق الشرف الصحفي من وجوب أن يعبر العنوان بدقة وأمانة عن المادة الصحفية المنشورة.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، محتوى الخبر، فوجد أن الخبر وقع بمخالفة أخرى، ألا وهي التوصيف التفصيلي للجريمة، في حين أنه يتعيّن عند نقل وقائع الجريمة عدم الإفراط بمقدار التفاصيل في طريقة ارتكاب الجريمة، لأن هذا لا يحمل أي قيمة حقيقية، علاوة على أنه قد يساعد بعض ضعاف النفوس على محاكاة السلوك الإجرامي وتكراره،

على صعيد آخر، يؤثر التوصيف لجريمة بشعة بهذه الدقة نفسيًا على بعض المتلقين، وخاصة أن الفضاء الإلكتروني مفتوح للفئات العمرية كافة، ما قد يؤدي إلى إشاعة حالة من الخوف والذعر لدى بعض فئات المجتمع.

ويود مرصد (أكيد) أن يذكّر أن الحديث عن جريمة دون الإشارة في العنوان إلى مكان وقوعها في الخارج، يعد شكلًا من أشكال إلصاق الجريمة بالمجتمع الأردني، وذلك لأن كثيرًا من القرّاء يكتفون بقراءة العنوان، فيتولّد لديهم هذا الانطباع.