عمّان 8 كانون الثَّاني (أكيد) – موقع إخباري نشر خبرًا عن جريمة سرقة لمنزل سيّدة أردنية بمحافظة الزرقاء، بعنوان: "أردنية تتلقى صدمة بعد عودتها إلى منزلها".[1]
من الطبيعي أن يتفاجأ المرء بسرقة منزله أو أي حدث آخر يشكّل اعتداءً على ممتلكاته، فهذه ردّة فعل طبيعية للإنسان، لكن توظيفها في عنوان الخبر تعمّد إثارة فضول القارئ.
تناول الخبر معلومات قال إنّها تفاصيل لحادثة سرقة وقعت في مدينة الزّرقاء دون أن يحدّد زمن وقوع الجريمة وتاريخه، لأن الخبر يجرّد الجريمة من بعض أهم دلالاتها، هذا علاوة على أنه من الممكن أن تكون الحادثة قد وقعت قبل أشهر أو أيام، وأعيد سردها على أنها أحداث جريمة حديثة.
لم يأت الخبر على ذكر أي مصدر صريح للمعلومات التي نقلها حول حادثة السّرقة المفترضة، واكتفى الموقع الإخباري بذكر أنهم شهود عيان من أخبروه بذلك، معتبرًا أن شهود العيان المفترضين يشكّلون مصدرًا يُعتمد عليه لنشر الخبر دون التعريف بهم والإفصاح عن هويتهم وعلاقتهم بالقضية، وبخاصة أن الأمر يتعلق بسرقة من داخل منزل، وليس بسرقة في الشارع.
أكد الخبر في الفقرة الأخيرة منه أن السيدة تقدمت بشكوى للمركز الأمني صاحب الاختصاص حول السّرقة التي تعرضت لها، أي أن هناك مصدرًا ذا صلة يمكن توثيق هذه التفاصيل من خلاله وهو "المركز الأمني" .
وفي السياق ذاته، أفاد الخبر أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على السارق، وأنه شخص يبلغ من العمر 38 سنة. وذكر الخبر مهنة المتّهم صراحة دون داعٍ، لأن من شأن ذلك أن يشكل وصمًا للعاملين في هذه المهنة، أو يحضّ على كراهتهم والتحريض ضدهم، أو اتّهامهم بأوصاف منفّرة.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يرى أن من واجب الإعلام التنويه والتوعية لوقوع بعض الجرائم والحوادث في المجتمع، لكن مع التأكيد على اختيار القضايا المهمة لنشرها وعدم إخراجها من سياقها أو تناولها كتفاصيل مجرّدة لا تفيد الجمهور أو لا تنقل أي توعية تشكل إضافة له لمنع استغلاله أو تعرضه للسرقة أو الاحتيال على سبيل المثال.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني