عمّان 7 آب (أكيد)– شرين الصّغير- تجتاح الحرارة الشديدة أجزاء كبيرة من نصف الكرة الشمالي. وتُعدّ موجات الحر المتواصلة حاليًا غير معتادة، خاصة في المناطق ذات الطقس المعتدل، ويرى الخبراء أن موجات الحرّ هذه ترجع إلى بعض الظواهر الجوية والمناخية مثل القباب الحراريّة.
و"القبّة الحراريّة"[1] هي امتداد لمرتفع جويّ في طبقات الجو العليا، على ارتفاع خمسة كيلومترات عن سطح الأرض. وتعرف إحدى هذه الطبقات بـ "الستراتوسفير"، وتكون درجات الحرارة فيها متدنية على عكس طبقة الجو الدنيا المعروفة بـ"التروبوسفير" ودرجات حرارتها مرتفعة، والفرق الحراري بين الطبقتين يؤدي إلى تشكّل هذه الموجة في منطقة الضغط العالي.
ووفق هذه الظاهرة الجوية، يصعد الهواء الساخن من الأسفل إلى الأعلى، فيصطدم بمنطقة الضغط الجوي العالي ويبقى فيها، ولأن الشمس تزيد من سخونته، فإن منطقة ضغط الجو العالي تدفعه للأسفل، وعندها يتعرض لضغط أكبر ويصغر أكثر، فيزداد سخونة وكثافة.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة، فإن انبعاثات الغازات الدفيئة المتزايدة نتيجة النشاط البشري، تعمل بمثابة غطاء ملفوف حول الأرض، يحبس حرارة الشمس ويرفع درجات الحرارة. ومن الغازات الدفيئة: ثاني أكسيد الكربون والميثان. وتأتي هذه الغازات من حرق الوقود الأحفوري مثل البنزين في قيادة السّيارات أو الفحم في تدفئة المباني، ونتيجةً لذلك ارتفعت درجة حرارة الأرض بنحو 1.1 درجة مئوية عمّا كانت عليه في القرن التاسع عشر، وكان العقد الماضي هو الأكثر دفئاً على الإطلاق.
وفي تقرير صدر عام 2018[2] اتّفق آلاف العلماء والمراجعون الحكوميّون على أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية، سيساعد البشرية على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للعيش، إلا أن المسار الحالي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة العالمية بما يصل إلى 4.4 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. فالأرض الآن أكثر دفئًا بنحو 1.1 درجة مئوية مما كانت عليه في القرن التاسع عشر، حيث ازدادت درجة حرارة سطح الأرض بشكل أسرع منذ العام 1970 مقارنةً بأي فترة أخرى مدتها 50 عامًا على مدار الألفيّ عام الماضية على الأقل.
ولاتباع مسار متوافق مع 1.5 درجة مئوية، سيحتاج العالم إلى خفض إنتاج الوقود الأحفوري بنسبة 6 في المئة تقريباً سنوياً بين العامين 2020 و 2030. وبدلاً من ذلك، تتوقع الدول متوسط زيادة سنوية بنسبة 2 بالمئة، سينتج عنها بحلول العام 2030 أكثر من ضعف الإنتاج المتوافق مع حد 1.5 درجة مئوية.
توصّل مرصد مصداقية الإعلام الأردني(أكيد) من خلال الرّصد على محرك البحث غوغل واستخدام العبارة المفتاحية "القبة الحرارية"، إلى 15 مادة إخبارية، منذ 10 تموز 2023، وهو التاريخ الذي بدأ فيه المختصون بالتحذير من موجة حارة تؤثر على كثير من دول العالم، وهذا يشير إلى ضعف التغطية بالرغم من تعرّض الأردن وغيرها من الدول العربية لموجة حارّة لم تشهد لها مثيلًا من قبل.
المواد التي تحدثت عن معاناة العالم العربي وأجزاء أخرى من العالم، وارتفاع الحرارة في بعض الدول العربية إلى 50 درجة، بلغ عددها سبع موادّ أو ما نسبته 46.7 بالمئة من الموادّ المرصودة. وهناك سبع موادّ أخرى بنسبة 46.7 بالمئة، تناولت تفسير ظاهرة القبّة الحراريّة وتأثيراتها السّلبيّة، بينما تحدّثت مادّة واحدة بنسبة 6.6 بالمئة عن ارتفاع الحرارة وتأثيره على الحمل الكهربائيّ.
ومن الجدير بالذكر أن أغلب الأخبار منقولة عن مواقع إلكترونية عالمية، وأن الإعلام العالمي قدّم الكثير من المواد الإعلامية المعمّقة التي تحدّثت عن القبة الحرارية وأسبابها وآثارها على الطبيعة والمجتمعات وطرق تعامل الحكومات معها، لكنّ هذه المواد غابت عن الإعلام الأردني بشكل كامل.
ووجد (أكيد) بعد رصد التّغطيات الخاصة بظاهرة القبة الحرارية ما يلي:
- لم يكن هنالك اهتمام كافٍ من قبل الإعلام المحلي بهذه الظاهرة، وأسباب نشوئها، فغابت التغطيات المعمّقة.
-لم يوجّه الإعلام الأسئلة المناسبة للجهات المختصة حول الحلول الناجعة لمواجهة هذه الظاهرة، فغابت الصّحافة البناءة وصحافة الحلول عن التغطيات المحلية.
-حذّرت عدة منظمات أُممية ودولية مُختصة بالمناخ والبيئة، منذ فترة طويلة، من ظاهرة ارّتفاع درجة حرارة الأرض، ومن أنَّ مستويات انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، تسجِّل يومًا بعد يوم مستويات مرتفعة جديدة، الأمر الذي يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وعليه، فإن وسائل الإعلام المحلية معنية بتقديم إعلام توعوي بشأن الظواهر الطبيعية التي قد تؤدي إلى آثار مدمّرة، فالإعلام في كثير من الأحيان هو المسؤول الأول عن زيادة وعي أفراد المجتمع بحكم رسالته الاجتماعية والوطنية، ويتعيّن أن لا يكتفي بنقل الأخبار والوقوف مكتوف الأيدي يرى المشهد وينقله فقط.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك اخبارنا اولا باول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع اكيد الالكتروني