"طائر المينا" .. وسائل التواصل الاجتماعي أثارت اهتمام الجمهور.. والإعلام يستجيب

"طائر المينا" .. وسائل التواصل الاجتماعي أثارت اهتمام الجمهور.. والإعلام يستجيب

  • 2025-01-16
  • 12

عمّان 15 كانون الثاني (أكيد)- عُلا القارصلي- أدرج الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة (IUCN) طيور المينا ضمن أسوأ 100 نوع من الطيور الغازية في العالم، لأنه يدفع بعض الطيور الأصلية إلى الانقراض بسبب اعتدائه على أعشاشها وقتل البيض والصغار، ويسبّب أضرارًا جسيمة للفاكهة الناضجة، ويحمل أمراضًا مثل إنفلونزا الطيور والسالمونيلا، والطفيليات مثل العثّ، والتي يمكن أن تسبّب التهاب الجلد لدى البشر.[1] [2]

طائر المينا الهندي المعروف بسلوكه العدواني، أثار قلق العديد من المواطنين والمزارعين في الأردن مع دعوات لاتّخاذ تدابير فعّالة للحد من تأثيره على البيئة المحلية وحماية التنوع البيئي.

كانت وسائل التواصل الاجتماعي نقطة انطلاق لتحريك اهتمام الجمهور، عندما بدأ مواطنون بمشاركة مقاطع فيديو وصور لطائر المينا في المدن والقرى الأردنية. في البداية، تصدرت المنشورات التي تحمل طابع الفكاهة والسخرية المشهد، لكن سرعان ما تحوّل النقاش إلى الجدّية مع تدخل المزارعين وخبراء البيئة الذين أشاروا إلى التأثير السلبي لطائر المينا على المحاصيل وعلى التنوع البيئي في الأردن.

وتحت ضغط الاهتمام الشعبي الكبير، بدأت وسائل الإعلام المحلية بتسليط الضوء على القضية، وتم تناول موضوع الطائر من عدة زوايا، منها: أول ظهور للمينا في الأردن عام 2010 حيث كان الاستيراد هو السبب الرئيس لظهوره وانتشاره، وتمّ استيراده لأنه قادر على تقليد الأصوات، ويُربّى في البيوت.

استضافت وسائل إعلام متضرّرين للتّعرف على الأضرار التي لحقت بمحاصيلهم، والطرق التي اتّبعها مواطنون لحماية محاصيلهم. كما استضافت أيضًا خبراء في البيئة والزراعة للحديث عن تأثير الطائر، وعن الحلول الممكنة لتقليل أعداد الطائر بطريقة لا تؤثر على النظام البيئي، منها الصيد المقيّد بشروط مشدّدة لمنع الصيد الجائر تجنّبًا للتأثير على الطيور الأخرى، ووقف استيراد الطيور الغازية، والعمل على الحفاظ على الطيور المهدّدة بالانقراض، وتوعية المواطنين بمخاطر هذا الطائر وطرق التعامل معه.

وأشارت تقارير صحفية إلى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية التي وضعتها وزارة البيئة.

ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن من المفيد في قضايا كهذه عدم الاكتفاء بعرض القضية والحلول الممكنة، بل متابعة التغطية للتّعرف على مدى تطبيق هذه الحلول من قبل الجهات المعنية، ومدى فاعليتها في تقليص أعداد هذا الطائر.

كما أن من المفيد أيضًا عرض التجارب الناجحة في دول أخرى للاستفادة منها، مثل سلطنة عُمان التي تمكّنت من القضاء على أكثر من مليون طائر غاز ضمن حملة وطنية، وأستراليا، وجزر المحيط الهادئ، وسنغافورة ونيوزيلندا. وبالنظر إلى التجارب الناجحة، نجد أن التعاون المجتمعي من خلال تدريب السكان على التعرف على الطائر والتبليغ عنه كان أساسيًا، واستخدام الفخاخ الذكية، والتشريعات الصارمة التي تمنع استيراده وتمنعه من الانتشار العشوائي، مثّلت حلولًا فعّالة للتخلص من طيور المينا. [3] [4] [5]