تغطية إعلامية محلية ضعيفة لهجرة أردنيين.. واهتمام إعلامي اقليمي وعالمي

تغطية إعلامية محلية ضعيفة لهجرة أردنيين.. واهتمام إعلامي اقليمي وعالمي

  • 2024-08-04
  • 12

عمّان 15 حزيران (أكيد)- عُلا القارصلي، ولقاء حمالس- أصبحت الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية في الأشهر الأخيرة واحدة من أكثر المعابر ازدحامًا للمهاجرين الباحثين عن حياة أفضل وفرص عمل، وهم مزيج متنوع من الجنسيات منها: "الهنود والأتراك والبرازيليّين والأردنيّين...".[1]

اعتقالُ أكثر من 1.16 مليون مهاجر على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك خلال ثمانية أشهر، دفع وكالات أنباء ووسائل إعلام عالمية للاهتمام بتغطية القضية، والوقوف على أسباب ارتفاع أعداد المهاجرين. وبدأت فيديوهات المهاجرين تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير وسريع، وتضمنت الفيديوهات مهاجرين أردنيّين.

اختار مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) عيّنة تضمّنت 12 وسيلة إعلام محلية، للوقوف على انماط تغطية الإعلام المحلي لهذه القضية. وتوزعت العيّنة على ثلاثة تلفزيونات، وصحيفتين يوميّتين، وإذاعتين، وخمسة مواقع إخبارية، واستمرّت عملية الرصد من 15 أيار حتى 14 حزيران الجاري.

وفّرت عيّنة الرصد 20 مادة إعلامية بمعدل 0.7 مادة يوميًا، وهذا يعكس ضعف التغطية الإعلامية المحلية. المواد المرصودة توزّعت على الفنون الصحفية، حيث اشتملت على 16 تقريرًا، ومقالي رأي، وخبر واحد، وتحقيق واحد.

محتوى المواد الإعلامية، جاء متنوّعًا، حيث بيّنت مادّتان منها بنسبة 10 بالمئة أن الهجرة ليست فقط هجرة غير شرعية، إنما هناك حوالي المليون ونصف المليون أردني هاجروا بشكل نظامي وجلّهم من أصحاب الكفاءات. ووضّحت ثلاث مواد بنسبة 15 بالمئة، المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون غير الشرعيّين، وذُكر بعض التنازلات التي يقدّمونها للحصول على اللّجوء، أبرزها: "تغيير الدين، ادّعاء المثليّة، والتعرّض للاضطهاد".

خمس موادّ بنسبة 25 بالمئة من المواد المرصودة، تناولت مخاطر الهجرة وبعض آثارها، مثل: "ارتفاع نسبة العنوسة، التأثيرات الاقتصادية، الاتّجار بالبشر، وغيرها". وحلّلت عشر مواد بنسبة 50 بالمئة الأسباب التي تدفع الشباب للهجرة، وفي مقدّمتها: البطالة وانعدام الأمل بالمستقبل، ونقص البرامج المتخصّصة التي تساعد الشباب على اكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل. وأشيرَ أيضًا إلى الدراما والسوشال ميديا اللذين كان لهما دور كبير في تشجيع الشباب على الهجرة.

لم تتضمّن العيّنة أي خبر يشير إلى أعداد المهاجرين الأردنيّين على الحدود الأمريكية المكسيكية، أو أعداد الأردنيّين الذين عبروا الحدود وحصلوا على اللّجوء. كما لم يُشر أي خبر لأعداد اللأردنيّين الذين ضُبطوا وجرى ترحيلهم، رغم اهتمام الإعلام الأمريكي بنقل أخبار المهاجرين الذين يُضبطون، ومن ضمنهم الأردنيّون.[2]

تابع (أكيد) ما نُشر عبر وسائل إعلام إقليمية وعالمية، وكان أبرز ما جرى التركيز عليه في ملف الهجرة غير الشرعية، هو الأسباب المؤدية إلى ذلك، بالإضافة إلى العواقب التي من الممكن أن يتعرض لها من يهاجر بهذه الطريقة، وردود الفعل الدّولية حيال ذلك.

وسيلة إعلامية خارجية نقلت عن وسيلة محلية أنّ مجموعة من الشباب من محافظات وقرى متعدّدة استدانوا، أو حصلوا على قروض من البنوك بهدف الهجرة غير الشرعية، تحديدًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعدما سمحت بريطانيا بالحصول على تأشيرة سياحيّة للأردنيين تمكنهم من السفر إلى أمريكا الوسطى ومنها إلى أمريكا الشمالية دون الحاجة إلى عمل المقابلات الشخصية وإجراءات السفارات التي تأخذ وقتًا طويلًا. [3]

كما ركزّت التغطية الإعلامية على أنّ الحدود المكسيكية الأمريكية شهدت ارتفاعًا كبيرًا لأعداد المهاجرين غير الشرعيين، وهي الأعلى نسبةً بعد تولي جو بايدن الرئاسة بحسب ما نُشر في تقرير على موقع أكسيوس، وحمل العنوان التالي: Illegal border crossings reach highest number since Biden took office[4] ، ما أدى إلى فرض قيود جديدة من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن تهدف إلى الحدّ من زيادة تدفّق المهاجرين بتوقيع أمر تنفيذي يسمح للمسؤولين بالتّصدي لطالبي الُلجوء والمهاجرين عندما يصل عددهم إلى 2500 شخص يوميًا. بهذا سيمكّن هذا القرار السلطات من ترحيل المهاجرين الّذين عبروا إلى الولايات المتحدة من دون الوثائق المطلوبة، ومن الممكن إغلاق الحدود فورًا بحسب أعداد العابرين غير القانويّين الذي يكون أعلى من هذا الحد بكثير. [5][6]

وسيلة إعلامية عربية نقلت في تقرير لها نشرته عبر صفحتها رأي محامٍ متخصص في قضايا الُلجوء في الولايات المتحدة الأمريكية، قال فيه إنه: "يرد إليه الكثير من الحالات لعرب دخلوا عن طريق الحدود وطلبوا منه رفع قضايا لجوء لهم" من أجل مساعدتهم على تصويب أوضاعهم القانونية، إذ تستمر بعض القضايا في المحاكم الأمريكية لمدة تصل إلى 10 سنوات، لأنهم لا يملكون أي وثائق ثبوتيه أو جوازات سفر إذ يمزّقونها أو يخفونها لكي يثبتوا للسلطات أنهم بلا وطن، ويبقون طوال هذه المدة في وضع غير قانوني، وفي حال حصولهم على تصاريح للعمل تكون مؤقّتة من أجل الإنفاق على أنفسهم فقط.[7]

ومن خلال عملية الرّصد، توصل (أكيد) إلى مجموعة من الاستنتاجات التي نقلتها وسائل الإعلام الخارجية منها:

أولًا: يتولى الترويج للهجرة غير الشرعية (التهريب) مهرّبون وسماسرة عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

ثانيًا: أزمة الهجرة غير الشرعية وأمن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية تعد أبرز نقاط الخلاف بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب الذي ينوي الترشّح من جديد.

ثالثاً: إن الحدّ من هذه المشكلة يتطلب تشديد الرقابة على حدود الولايات المتحدة من أجل أن تكون الهجرة إذا وقعت قانونية وشرعية دون إلحاق اضرار بالمهاجرين.

رابعًا: هناك تقديرات بأن موقف الرئيس السابق دونالد ترامب من موضوع الهجرة قد يساعده على الفوز بالانتخابات، لأن الأمر يتعلق بملف مهم جدًا للشعب الأمريكي.

من هنا يرى (أكيد) ضرورة ان تتولى وسائل الإعلام المحلية تقديم الكثير من الرسائل التوعوية التي تستهدف من ينوي الهجرة بطرق غير شرعية، لتبيان مدى خطورة ذلك. كما يتعين على وسائل الإعلام الحذر من نقل قصص هؤلاء الأفراد وكأنّهم أبطال، ففي نهاية المطاف، فإنهم يقومون بأفعال مخالفة بسبب هجرتهم غير القانونية