عمّان 29 حزيران (أكيد)- لقاء حمالس ـ نشرت وسائل إعلامية متعدّدة خبر استقالة أندرو ميلر، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية أنتوني بلينكن. وتُعدّ هذه الاستقالة الأعلى في سلّم الإدارة الأمريكية، والتي جاءت بعد سلسلة من الاستقالات في إدارة الرئيس جو بايدن؛ بسبب موقفها من الحرب الإسرائيلية على قطاع غّزة.
تابع مرصّد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) المواد المنشورة بما يخص هذا الملف، ووجد بأنّ حجم التغطية كان واسعًا؛ فمنذ الإعلان عن خبر الاستقالة، بدأت وسائل إعلامية بنقله، ولم تكتف بذلك بل قامت بعمل تغطيات معمّقة حول الأسباب والدّوافع التي تكمن خلف هذا القرار، وحول الانعكاسات التي من الممكن حدوثها بعده، لا سيّما أن ميلر عمل في مواقع مهمّة جدًا في وزارة الخارجية كمفاوض ومستشار لوزراء الخارجية الجمهوريّين والديمقراطيّين. وتولّى صياغة سياسة الولايات المتحدة بما يتعلق بالشرق الأوسط وعملية السّلام العربية الإسرائيلية. وكان مستشارًا سياسيًا لسفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. كما شغل منصب مدير القضايا العسكرية لمصر وإسرائيل في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض خلال إدارة الرئيس باراك أوباما وغيرها من المناصب المهمة.
ومن خلال عملية الرصد، توصل (أكيد) إلى مجموعة من النقاط التي ركزّت عليها وسائل الإعلام في تغطيتها، وبخاصة الآتي:
أولًا: استشهدت وسائل الإعلام بما نقلته صحيفة واشنطن بوست عن استقالة ميلر، من أنها تعود إلى أسباب عائلية، ولولا ذلك لفضّل البقاء في عمله برغم اختلافه مع سياسات إدارته في ملف غزّة؛ لأنه كان مؤيدًا للحقوق الفلسطينية.
ثانيًا: انتقد نهج بايدن في أكثر من مناسبة، وكان يطلق عليه "عناق الدّب"، ويقصد به بحسب ميلر بأنها اللحظة التي احتضن فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد العدوان الاسرائيلي على غزّة عندما قام بايدن بزيارة تل أبيب. ويشير هذا المصطلح سياسيًا إلى احتضان شخص من أجل إخضاعه وردعه، وكذلك إظهار الدّعم الكامل للشخص.
ثالثًا: نقلت وسائل عديدة عن الشخصيات السياسيّة التي استقالت في الفترة الماضية، وهم: جوش بول، وهاريسون مان، وطارق حبش، وأنيل شيلين، وهالا هاريت، وليلي غرينبيرغ كول، وأليكس سميث، وستايسي جيلبرت، وكان السبب في ذلك أنهم شعروا أنه لم يُلتفت لوجهات نظرهم وخبراتهم، وأن الإدارة الأمريكية تتجاهل الخسائر الإنسانية التي نجمت عن الحرب الإسرائيلية على غزّة.
رابعًا: نقلت وسائل أخرى استشراف محلّلين سياسيّين في استقالة ميلر، وحلّلوا بأنه سينكشف في الأيام القادمة سبب استقالته الفعلي؛ فإذا اتّجه إلى انتقاد إدارة بايدن مجددًا، سوف تكون استقالته احتجاجية فعلًا، أما إذا إلتزم الصّمت أملًا في العودة للعمل الحكومي مرة أخرى فهذا مؤشر بأنها عكس ذلك.
خامسًا: تؤكد مجموعة الاستقالات الخلافات الكبيرة التي تحدث داخل إدارة بايدن، وبأنها ستؤثر في خفض شعبيته في الانتخابات القادمة، وستُظهر بأنّ سياسية بايدن لم تعد تصلح، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تفضّل خدمة المصالح الإسرائيلية على حساب سمعتها الداخلية والخارجية.
سادسًا: وصف العديد من الأشخاص المقرّبين لميلر أنّه "ذكي ومبدع"، و"مناصر" للحقوق الفلسطينية والدولة الفلسطينية، وأنّه مفكر دقيق في شؤون الشرق الأوسط، وأنّ رحيله يشكل خسارة للإدارة بشكل عام، ولوزارة الخارجية بشكل خاص.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني