تغطيات إعلامية موسّعة لاتّفاق وقف إطلاق النّار في غزّة، وتساؤلات عمّن كان دوره حاسمًا في إبرامه

تغطيات إعلامية موسّعة لاتّفاق وقف إطلاق النّار في غزّة، وتساؤلات عمّن كان دوره حاسمًا في إبرامه

  • 2025-01-20
  • 12

عمّان 20 كانون الثاني (أكيد)- لقاء حمالس- بعد 15 شهرًا من الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، تم الاتّفاق أخيرًا على وقف إطلاق النّار، والبدء بتطبيق المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى يوم 19 كانون الثاني ومدتها 42 يومًا. وبحسب بيان رسمي من قبل الوسطاء، فإن هذا الاتّفاق يتضمن: انسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، تبادل الأسرى والمحتجزين، عودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكنهم في القطاع، تسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج، وتكثيف الإدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع.

تابع مرصّد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التّغطية الإعلامية التي رافقت خبر هذا الاتّفاق، وجمع عيّنة  تتكون من 50 مادة إخبارية، 30 منها خارجية، والعشرون الأخرى محلية، للوقوف على أبرز ما نُشر بهذا الصدد.

ركزّت جميع وسائل الإعلام على الإشارة إلى مراحل الاتّفاق الثلاث، والبنود التي وقّعت عليها قطر وحماس وفرق التفاوض الإسرائيلية والولايات المتحدة، وذكرت بأن السجون الإسرائيلية ستطلق سراح ما يقارب 1700 معتقل فلسطيني منهم 296 محكومين بالسجن المؤبّد، مقابل إطلاق حماس سراح كل الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.

 من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلامية عن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأنّ موافقة الحكومة جاءت بعد مناقشة استمرت لأكثر من سبع ساعات، صوّت خلالها بالموافقة على الاتّفاق 24 وزيرًا، في ما عارضه ثمانية وزراء.

وسائل إعلامية متعددة نشرت عن  مصادقة المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، على اتّفاق وقف اطلاق النار، وبالرغم من ذلك إلا أن قوات الاحتلال لم توقف القصف على القطاع من خلال غاراته الجوية التي اسفرت عن استشهاد أكثر من 110  أشخاص بحسب وزارة الصحة في غزّة بينهم 60 امرأة وطفلًا.

كما نشرت وسائل إعلامية قائمة جزئية بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في الدفعة الأولى من المرحلة الأولى، والتي تشتمل على أسماء 90 أسيرًا، نقلًا عن وزارة القضاء الإسرائيلية، من بينهم زكريا الزبيدي القائد السابق لـكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بالمقابل أوضحت بأن هيئة شؤون الأسرى والمحررين شكّكت في الأسماء لعدم ثقتها بالبيانات التي تنشرها إدارة السجون والسلطات الإسرائيلية.

أما على الصعيد الإقليمي والمحلي، فقد ركّزت التغطية على نقل ترحيب أهالي غزّة بوقف إطلاق النار،  حيث كان هنالك انتظار وترقب وخليط من مشاعر الخوف والفرح والحزن. ووصفت شهادات غزّيّين بأن هذه مرحلة تعدّ بمثابة "العودة الصغرى"، أي عودتهم إلى بيوتهم وأحيائهم، على أمل عودتهم إلى الأماكن التي تهجّروا منها عام  1948.

وهنالك تغطيات نشرت صورًا تبيّن مدى فرح الغزّيّين من تلقي أخبار الاتّفاق بسبب المعاناة التي عاشوها، رغم تأكدّهم من أن بيوتهم ومساكنهم تهدّمت بالكامل، ورغم نقص مقومات الحياة من ماء وغذاء، لكن مشاعر الفرح والأمل بإنهاء الحرب سادت المشهد، ورُفعت شعارات تحمل عبارة "انتصرت غزّة".

وتساءلت أغلب الوسائل الإعلامية عمّن يعود له الفضل في إجبار الجانب الإسرائيلي على توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزّة، هل هو بايدن أم ترامب؟ ونقلت الجدل بينهما، فالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ذكر بأنه لو لم يفز بالانتخابات الرئاسية لما كان من الممكن اتمام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزّة، مشدّدًا على أنّه غيّر مسار المفاوضات بسرعة، وقال: "من الأفضل أن تتم قبل أن أقسم اليمين"، واتّهم بايدن بأنه "لم يفعل شيئًا".

أمَا جو بايدن الرئيس المنتهية ولايته، فقد ذكر بأن "الطريق لم يكن سهلًا" لوقف إطلاق النار في غزّة، موضحًا بأن إدارته استمرّت في الضغط على حماس من أجل التوصّل لهذا الاتفاق، وبأن إدارة ترامب ستنفّذ شروطه، كما استهجن سؤال أحد الصحفيّين له عمّا إذا كان الفضل يعود له أم لترامب، فيرد عليه قائلًا: "هل هذه مزحة؟".