عمّان 16 نيسان (أكيد)- عُلا القارصلي- يحتفل الأردن هذا العام باليوبيل الذهبي لتأسيس دائرة المكتبة الوطنية التي أنشِئت عام 1975. وانطلاقًا من أهمية المكتبة الوطنية في حفظ النتاج الثقافي والوطني والتعريف به، نفّذ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) رصدًا كميًا ونوعيًا لتغطية وسائل الإعلام الأردنية لهذه المناسبة، واختيرت عيّنة مكونة من 10 وسائل إعلامية، خلال الفترة الواقعة بين 5 نيسان، وهو تاريخ المؤتمر الصحفي الذي أعلِن فيه عن فعاليات المكتبة الوطنية بهذه المناسبة، حتى تاريخ 15 نيسان.
وفّرت عيّنة الرّصد 15 مادة إعلامية، 12 منها بنسبة 80 بالمئة هي موادّ نقلت وقائع المؤتمر الصّحفي الذي أقيم في المكتبة الوطنية، واستعراض مسيرة تطور المكتبة الوطنية، ودورها المتنامي في حفظ الذاكرة الثقافية والفكرية للمملكة وصونها، والتّعريف بالفعاليات والبرامج التي ستقام على مدار عام كامل احتفاءً بمرور 50 عامًا على تأسيس المكتبة الوطنية، المؤسسة الوطنية الرائدة التي تحمل شعار "ذاكرة وطن ورسالة نهضة". [1]
ورصدت العيّنة كذلك مادّتين بنسبة 13.3 بالمئة، نقلتا فعالية أقيمت بمناسبة احتفالات المكتبة الوطنية باليوبيل الذهبي لتأسيسها ويوم المخطوط العربي، وهي محاضرة بعنوان "المخطوط العربي حياة أمّة ورائد حضارة " للدكتور حسين الشقيرات، أقيمت بهدف نشر الوعي التراثي وإظهار أهمية المخطوط العربي، وطرق الحفاظ عليه، والاهتمام بطريقة عرضه.[2]
كما رصدت العيّنة مادة واحدة بنسبة 6.6 بالمئة هي مقابلة تلفزيونية مع مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة، تحدّث خلالها عن النّقاط التي تمّ التّطرّق لها في المؤتمر، لا سيّما: محتويات المكتبة التي بلغت في عام 2025 نحو ثلاثة ملايين وثيقة، وما يزيد على نصف مليون صورة، ونحو ربع مليون كتاب ودورية من النتاج الفكري الوطني.
وفي معرض حديثه عن الإنجازات التي حقّقتها المكتبة على مدار العقود الماضية، أشار العياصرة إلى إنجاز هام يتمثّل في حصول المكتبة الوطنية على تكنولوجيا متقدّمة تتمثل بجهاز الماسح الضوئي المتطور (A Zero)، والذي يعدّ الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، الأمر يجعل المكتبة الوطنية من المؤسسات السبّاقة في الحفاظ على الوثائق ذات الأحجام الكبيرة، وإتاحتها في المجال الرّقْمي، مما يضعها في موقع ريادي في ممارسات الأرشفة في المنطقة.
أشار العياصرة كذلك إلى الفعاليات التي ستنظمها "المكتبة"، وتشمل، تنظيم مؤتمرات علمية محكَّمة ومتخصصة، وإقامة معارض متنوعة تسلّط الضوء على مقتنيات المكتبة وإصداراتها، وإطلاق مشروعات رائدة في مجال التوثيق والأرشفة الرّقْمية، بالإضافة إلى مشاركات في فعاليات ثقافية داخل المملكة وخارجها، وتنفيذ مبادرات وطنية تخدم المجتمع على نطاق واسع. ولفت إلى أن أبرز الفعاليات هو مؤتمرها الدّولي الأوّل، بعنوان: "المكتبات الوطنية ودور المحفوظات في حفظ الذاكرة الوطنية في بيئة رقْمية متغيرة"، وذلك في 21 نيسان الجاري. [3]
ويرى مرصد (أكيد) أن وسائل الإعلام قامت بتغطية احتفالية أقرب إلى التوثيق، ويدعو وسائل الإعلام إلى تغطية الفعاليات خلال العام، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مواضيع مهمّة في ظل التّحوّل الرّقّمي، لأن تسليط الضّوء على هذه المواضيع يجعل من معالجتها رؤية مستقبلية استراتيجية للمكتبة الوطنية ودورها في بناء مجتمع المعرفة الأردني، وأبرزها:
أولًا: مستقبل المكتبة الوطنية في ظل الذّكاء الاصطناعي والتّحوّل الرّقْمي، من حيث الكيفية التي ستتعامل بها المكتبة مع الذكاء الاصطناعي، ومع تحويل الأرشيف الوطني لمنصّات رقمية مفتوحة للعامة، وتدريب الكوادر على تقنيات المستقبل.
ثانيًا: الاستدامة المالية التي من شأنها ضمان تمويل المشاريع الكبرى للمكتبة. وعليه، هل سيُفسح المجال لهذه المشاريع لتلقي الدّعم من القطاع الخاص وعمل شراكات دولية؟
ثالثًا: توثيق الثّقافة الشّعبية الأردنية، وتنظيم الجهود لجمع هذه الذاكرة الوطنية بما فيها الأغاني الشعبية، والحكايات الشّفوية، والموروث المحلي.
رابعًا: إشراك الشباب في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ووضع برامج مخصّصة لدمج جيل الشباب في أنشطة الأرشفة والتوثيق، وهو ما يتطلّب توعية طلبة المدارس والجامعات بدور المكتبة الوطنية.
خامسًا: تشجيع المثقّفين والأدباء على إنتاج قصص إنسانية مستوحاة من مخزون المكتبة المتنوع والشامل.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني