تواصل اجتماعي يبث خطاب كراهية خلال أحداث غزّة .. وحين يغيب الإعلام يتشتّت الجمهور

تواصل اجتماعي يبث خطاب كراهية خلال أحداث غزّة .. وحين يغيب الإعلام يتشتّت الجمهور

  • 2024-01-17
  • 12

عمّان 17كانون الثاني (أكيد)- سوسن أبو السُّندُس- تراشقٌ في الاتّهامات تشهدها فضاءات وسائل التّواصل الاجتماعي بين نشطاء في الأردن، بوصلةٌ ضائعةٌ عند بعض المؤثرين.. شيطنةٌ للرأي الآخر، وانقسام حول رأيين؛ الأول يتّهم الأردن بخذلان الشعب الفلسطيني، ويستخدم أقصى عبارات الذَّم والتخوين، فيما يتصدّى الرأي الآخر للدفاع عن استقلالية مواقف الأردن السِّياسية وعدم تبعيّتها لأي أوامر خارجية، متّهمين الرأي الأول بالعبث بالأمن الداخلي.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) موقف وسائل الإعلام المحلية من هذا الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، فرصد ممارسات إعلامية قيّمة لها دور حاسم ومهم في تقريب وجهات النظر، والحد من توسع الخلاف.

فقد عرضت إذاعة محليّة مختلف وجهات النظر، ووفرت معلومات وأخبارًا تتعلق بمسبّبات الخلاف بطريقة موضوعية وشفافة دون تخوين أو مزايدة، وأوضحت الآثار المترتبة  على الخلاف الجاري على هذا النحو في ظل وضع الحرب على غزّة، من حيث أنه يقدم هدية مجّانية لإسرائيل في إضعاف جبهتنا الداخلية، وهذا يقوّي العدو، ويخفّف الضغط عليه، ويشجّعه على المضي قدمًا في مخططاته التي تستهدف الأردن وفلسطين معًا.[1]

ويرى (أكيد) أن للإعلام دورًا حاسمًا ومهمًا  في بثّ الوعي بموضوعية وحياد، إلا أن أغلب وسائل الإعلام التزمت الصّمت، فلم تقدّم معلومات كافية لجمهور المتلقين، وإن لم تنساق في الوقت نفسه للتأثيرات السياسية، أو الاعتبارات الشعبوية.

يُعدّ التزام الصمت الإعلامي أحيانًا غيابًا في غير محله ومخالفة مهنية، وذلك لأن غياب المعلومات الموضوعية يشكّل عند جمهور المتلقين تضاربًا في المعلومات، و يبعد بعض جمهور المتلقّين عن القضية الأكبر والمصلحة الأهم في هذه الأوقات، وهي المحافظة على صلابة الجبهة الداخلية، ومواجهة مخطّطات العدو في غزّة والضفة الغربية.

ويقتضي دور الإعلام في مناخ هذه الانقسامات أن يجمع القوى السياسية على بوصلة واحدة حدّدها جلالة الملك حين قال: "ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة"، وتُرجم ذلك إلى أفعال سياسية ودبلوماسية ودور صارم للأردن في  مساعدة الغزيّين، ما ينسف الأساس الذي يستند إليه خطاب التخوين أو المزايدات الوطنية.

ويتطلب الوضع أن توفر وسائل الإعلام لمختلف الأطراف الفرصة للتعبير عن آرائها وتقديمها لجمهور المتلقين، وتشجّع على الحوار العام والنقاش الهادف الذي يجمع الأطراف على المصالح الوطنية العليا، والتركيز على بقاء جميع أسهم الأدانة موجهة لإسرائيل، والتصدي لمخططاتها في الإبادة الجماعية والتهجير القسري الذي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزّة.

وتتبّع مرصد (أكيد) بعض الحسابات التي تروّج للروايات المضلّلة، فوجد أن بعض هذه الحسابات وهمية أنشئت في وقت قريب لأحداث غزّة، وحصدت المنشورات تفاعلات عديدة أثارت الشكوك في كونها ذبابًا إلكترونيًا، ومن الأمثلة على ذلك  هذا  الحساب الذي أنشىء في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، ويضع كغلاف له صورة الشمعدان اليهودي، ويستخدم عبارات تؤجج الخلاف بين الأردني والفلسطيني. كما أن إخفاء الاسم الحقيقي لهذا الحساب ونشاطه الموجّه في اتّجاه واحد نحو ترسيخ الخلافات بين ظهرانينا، مثله مثل العديد من الحسابات الأخرى، يؤكد انّه حساب وهمي زُرع لإلحاق الأذى بالأردن وبصموده في مواجهة مخططات العدو.

ويذكر أن تقريرًا بمجلة بوليتيكس توداي قد اشار إلى أن إسرائيل تعمل على إغراق مواقع التواصل الاجتماعي بالمعلومات المضلّلة والأخبار الكاذبة عن طريق حسابات وهمية مؤيدة لها تتحدى الرواية الفلسطينية وتهاجم المقاومة الفلسطينية، ويرافق هذه الحملات الكاذبة حرب إعلامية شرسة قائمة على سياسة التّضليل والأكاذيب لخداع الرأي العام العالمي.

كذلك، فإن بعض هذه الحسابات ظهرت قبل فترة قصيرة من الحرب، لكنها تشترك جميعًا في انتحالها هويات عربية أو مجهولة، ووضع أعلام الدول العربية بجانب العلم الإسرائيلي، وكلّها تكرر القصة نفسها، وتتعمد إثارة الفتنة بين الشعوب العربية.[2]