تساؤلات وفتاوى متعدّدة على منصّات التّواصل الاجتماعي حول تأثر الدّينار بانخفاض الدّولار، ووسائل إعلام توضّح أن الدّينار في أمان

تساؤلات وفتاوى متعدّدة على منصّات التّواصل الاجتماعي حول تأثر الدّينار بانخفاض الدّولار، ووسائل إعلام توضّح أن الدّينار في أمان

  • 2025-04-14
  • 12

عمّان 14 نيسان (أكيد)- عُلا القارصلي- "هل يتأثر الدّينار الأردني بتراجع صرف الدولار؟" آثار هذا السؤال ضجة على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك وواتسآب وإكس، والسبب هو ربط الدّينار بالدّولار عند سعر صرف ثابت يبلغ 0.709 منذ العام 1995. وتعدّدت الفتاوى حول تأثّر الدّينار بتراجع سعر صرف الدّولار.

وسائل إعلام محلية استعانت بخبراء الاقتصاد لتنهي الجدل القائم على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أكد الخبراء أن الدّينار الأردني، بالرغم من ارتباطه بالدّولار، إلّا أنّه مستقر وقوي، ولا خطر مباشرًا عليه من تراجع سعر صرف الدّولار عالميًا، بالنظر إلى أنّه يوجد لدى البنك المركزي الأردني احتياطيّ قويّ، وسياسة نقدية ثابتة وواضحة.

أما تأثير تراجع الدّولار على الدّينار الأردني فهو محدود محليًا بسبب الرّبط الثابت بينهما، لكن قد تكون هناك تأثيرات غير مباشرة على الاقتصاد الأردني من خلال التجارة والتضخم، أبرزها ارتفاع أسعار المواد المستوردة من أوروبا أو الصين، واختلاف قيمة التحويلات الخارجية. [1] [2] [3] [4]

الخبراء أوضحوا الفرق بين "قيمة الدّولار" و"سعر صرفه"، وأشاروا إلى أن الفرق بينهما كبير، وأنّ الخلط بين المصطلحين هو سبب تخوّف الجمهور وزيادة الجدل، ذلك أن قيمة العملة تشير إلى القوة الشرائية لتلك العملة داخل الاقتصاد المحلي، أي مقدار السلع والخدمات التي يمكن شراؤها بوحدة نقدية، أما سعر صرف العملة، فهو مقدار ما تساويه عملة معينة مقارنة بعملة أخرى.

وبالتالي، فإن قيمة الدّولار لم تنخفض، لكنّ سعر صرفه انخفض مقابل العملات الرئيسة: اليورو، الين، والفرنك السّويسري، وهناك عدة أسباب تُسهم في تراجع سعر صرف الدولار، أهمها:

أولًا: سياسة البنك المركزي الأمريكي (الفيدرالي) لجهة تخفيض سعر الفائدة يسبب انخفاض الطلب على الدّولار، لأن العائد عليه قليل، وبالتالي ينخفض سعره.

ثانيًا: التّضخم في الولايات المتّحدة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير نتيجة  القلق لدى المستثمرين جرّاء تراجع القّوة الشّرائية، ما يدفعهم للاستثمار بعملات أكثر استقرارًا أو للاستثمار بالذهب.

ثالثًا: العجز التجاري الأمريكي، نتيجة ارتفاع استيراد الولايات المتّحدة مقابل صادراتها، ما يسبّب زيادة في مدفوعاتها من الدّولارات في الخارج، وانخفاض سعر الدّولار.

رابعًا: الوضع السياسي والاقتصادي بسبب التّوترات السّياسية والأزمات الاقتصادية في الولايات المتّحدة، ما يتمخّض عنه الابتعاد عن التّعامل بالدولار والتّوجه نحو عملات آمنة.

وردًا على المطالبين بفك ارتباط الدينار بالدولار، أكّد الخبراء أن أي قرار لفك الارتباط سيعرّض المملكة إلى تقلّبات كبيرة جدًا تتعلق بالتنافسية، وارتفاع تكاليف التّمويل، بالإضافة إلى تأثير ذلك على الدّينار، وأشاروا إلى أن سياسة الرّبط برهنت على فاعليتها في مواجهة الأزمات في حوالي 40 دولة تتبع نظام الصّرف الثابت، من ضمنها: السّعودية، الإمارات، قطر، والبحرين.

 كما أنّ ارتفاع الدولار وانخفاضه لا يعدّ مؤشر ضعف بل يعكس تفاعلات طبيعية ضمن نظام الصّرف المرن، فضلًا عن أن قوّة الدّولار أو ضعفه أمام العملات العالمية لا يؤثر على استقرار نظام الرّبط الثابت للدّينار ومصداقيته، فالدينار يحافظ على المدّخرات، موفرًا أرضية مستقرة وموثوقة لدى الأردنيّين والمستثمرين، ما يسمح لهم بالتّخطيط المالي والاقتصادي طويل المدى.