تسمّم الفطر.. معلومات غير دقيقة منتشرة  لم يتصدَّ لها الإعلام

تسمّم الفطر.. معلومات غير دقيقة منتشرة  لم يتصدَّ لها الإعلام

  • 2024-01-08
  • 12

عمّان 8 كانون الثاني (أكيد)- سوسن أبو السُّندُس- بدأ موسم الفطر البري مع نزول المطر في بداية موسم الشتاء، وتزامن مع ذلك ظهور بعض المعلومات غير الدقيقة حول سُمية الفطر البرّي. [1]

انتشر محتوى معلوماتي إخباري يشير إلى إصابة مجموعة مواطنين بـ "تسمّم الفطر"، إلا أنّ وسائل الإعلام المحلية لم تسعَ إلى توعية المواطنين، ولم تتصدَّ للمعلومات المغلوطة المنتشرة بين هواة تجميع الفطر.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) دور الإعلام في نشر الوعي وتوجيه جمهور المتلقّين نحو سلوك صحي سليم، من خلال ما يقدمه من معلومات دقيقة وتوجيهات واضحة للإسهام في حماية الناس والحد من حالات التسمّم.

اكتفت وسائل الإعلام في البداية بنقل أعداد الحالات المصابة بتسمّم الفطر في مختلف مناطق المملكة. وتمحورت التّغطية حول نقل تصريح لأمين عام وزارة الصّحة للرّعاية الصّحية الأولية والأوبئة، الدكتور رائد الشبول لبرنامج البث المباشر في الإذاعة الأردنية، والذي أشار إلى أن 3 بالمئة فقط من الفطر الموجود غير سام، وأن الباقي سامّ وخطير. وأكّد أنّه من الصعب تمييز الفطر السّام من غير السّام، وأن ذلك يتطلب وجود أخصائي زراعي للتفريق بين أصناف الفطر. [4] [3] [2]

ومن خلال بحث (أكيد)، تبيّن وجود تضارب في نقل نسبة الأرقام، حيث نشرت وزارة الصّحة عبر موقعها الرّسمي أنّ الأنواع السّامة هي أقل من 3 بالمئة من مجموع الأنواع الموجودة. كما أشار المركز الوطني للبحوث الزّراعية إلى أن هناك المئات من أنواع الفطر غير السّام، لكن هناك 3- 5 بالمئة منها قد تحتوي على سموم. بهذا يبدو أن اشتراك الفطر "السّام"  و"غير السّام" بمفردة "السّام"،  قد تسبّب بالنقل غير الدقيق للنسبة على الهواء. [5] [6]

ويرى (أكيد) ضرورة تفنيد بعض المعلومات غير الصحيحة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتسمّم الفطر، وبخاصة ما يلي:

- لا يمكن تحديد  سلامة الفطر بالنّظر إليه، فقد يبدو الفطر السّام مشابهًا للفطر الصّالح للأكل.[7]

-  إن غلي الفطر لا يزيل السّموم تلقائيًا، صحيح أن غلي الفطر لفترة طويلة قد يقلل أحيانًا من بعض السموم، إلا أن بعض السّموم الفطرية قد تستقر في درجات الحرارة العالية، وقد تكون مقاومة للحرارة. [8]

- يُشير بعض رواد منصات التّواصل الاجتماعي إلى أن كل الفطر سامّ، وهذا نوع من المبالغة، إذ يوجد العديد من الأنواع الآمنة والصّالحة للأكل، إلّا أن تحديد الفطر السّام من الفطر الصّالح للأكل يتطلب خبرة ومعرفة متخصّصة. [9]

-يقدّم بعضهم نصائح لا تستند إلى أساس علمي حول علاج تسمّم الفطر. وبشكل عام لا  يوجد علاج منزلي فعّال له، ويجب التوجه فورًا للحصول على المساعدة الطبية المناسبة. كذلك يجب الاحتفاظ بعينة من الفطر المشتبه به (إن  كان متاحًا) للتحليل فيما بعد. الأمر الذي يمكن الأطباء من تحديد السّموم المحتملة، وتوجيه العلاج بشكل أفضل.

- يذكر بعضهم الأعراض المصاحبة لحالات التّسمم، إلا أن الأعراض تعتمد على نوع الفطر وكمية السّم المتناولة والحالة الصحية للشخص. أما الأعراض الشائعة فتشمل الغثيان والقيء وآلام المعدة والإسهال والدوخة والتشنجات العضلية،  وقد تظهر بعض الأعراض الخطيرة مثل اضطرابات الكبد والكلى والجهاز العصبي المركزي.