مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة في تغطية حادثة محاولة انتحار

مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة في تغطية حادثة محاولة انتحار

  • 2020-02-01
  • 12

أكيد – آية الخوالدة 

نشرت مواقع إخباريّة محليّة فيديو بث مباشر نقلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان "على الهواء مباشرة.. مواطن يحاول الانتحار بغاز أسطوانة"، مرتكبةً العديد من المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة في تغطية قضايا الانتحار.

من أهمّ المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة التي ترتكبها الوسائل الإعلاميّة في تغطيتها لحوادث الانتحار أو محاولات الانتحار، إيراد وسيلة الانتحار المتّبعة في العنوان، والذي يمكن أن يُفهم من خلاله أنه أهمّ وأسهل وأكثر الوسائل المتّبعة في الانتحار، وبهذه الطريقة تكون الوسائل الإعلاميّة قدّمت لمن يُفكّر بالانتحار وسيلة جديدة وسهلة ودفعته نحو الإقدام عليها.

كما ارتكبت بعض الوسائل الإعلاميّة التي بثّت الخبر مخالفة مهنيّة وقانونيّة، في إيراد الفيديو نقلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تمّ بثّه على الهواء مباشرة عبر تطبيق "فيسبوك لايف" وبلغت مدّته نحو أربع دقائق، مخالفة بذلك جميع المعايير المهنيّة المتّبعة في تغطية مثل هذه الحوادث.

والأصل بالوسائل الإعلاميّة عند بثّها مثل أخبار هذه الحوادث، أن ترفقها بصور مناسبة للتعبير عن الواقعة، بحيث تبتعد عن الصور الشخصيّة للضحايا، وتنتقي صوراً قاسية ومُعبّرة لكي تلعب الصورة دوراً مُهمّاً في ترهيب من يفكّر في الإقدام على الانتحار، وبالتالي لا يجب نشر الصور الدراميّة أو العاطفيّة، التي تطبّع مع الانتحار وتجعل الناس تألفه.  

بدوره، أكّد المستشار القانوني والمدير السابق لهيئة الإعلام محمد قطيشات، لـ "أكيد" أن مثل هذه الفيديوهات لا يجب أن تُبثّ عبر الوسائل الإعلاميّة، موضحاً: "الفكرة التي يجب على الإعلام إيصالها إلى الجمهور، هي أنّ محاولة الانتحار ظاهرة مخالفة للقانون، وغير أخلاقيّة، وتُخالف قواعد الإنسانيّة جميعها، كما أنّها مخالفة لكافة الأديان وتعاليمها".

وعن أسس تغطية محاولات الانتحار في الوسائل الإعلاميّة، بيّن قطيشات أنّ على الإعلام حماية حقوق المتلقّي، أي إيصالها دون أن تجرح عين وأذن المتلقّي، حيث لا يجوز بثّ المناظر المؤلمة والجارحة، كما لا يحب أن تُقدَّم بطريقة تُحرّض على الانتحار وتُشجّع عليه، أو تُقدِّم وسائل جديدة للانتحار، كما يجب أن تتمّ تغطية ذلك دون فضح الشخوص التي أقدمت على محاولة الانتحار".

سبق أن تناول مرصد "أكيد" تغطية قضايا الانتحار تحت عدّة عناوين، أهمها مجموعة من النصائح الموجهة للصحفيين والتي قدمتها مؤسسة Media Ethics، والتي تساعدهم على تغطية القضايا الحسّاسة وبالأخصّ الانتحار، إلى جانب تقارير أخرى مثل  6 حوادث انتحار أطفال: اكتفاء إعلامي بتداول الخبر دون تحقيق معمّق، تغطية قضايا الانتحار: مخالفات مستمرّة في الإعلام، هل ساهمت وسائل الإعلام في تطبيع الجمهور مع الانتحار؟.

ويدعو "أكيد" الصحافيّين إلى ضرورة اتباع الإرشادات المهنيّة والأخلاقيّة عند كتابة تغطيات حسّاسة تتعلق بشبهات الانتحار، وعدم تقديم المعلومات التي لا تهمّ الشأن العام وتضرّ بأهل المُنتحر، أو تنعكس سلباً على سلوك المجتمع.