"شو نوع سيارتك؟" .. الإجابات عن هذا السؤال، لا قيمة خبرية لها ونشرها في وسيلة إعلام يمرّر رسائل سلبية

"شو نوع سيارتك؟" .. الإجابات عن هذا السؤال، لا قيمة خبرية لها ونشرها في وسيلة إعلام يمرّر رسائل سلبية

  • 2023-05-25
  • 12

عمّان 25 أيّار (أكيد) – شرين الصّغير - وقعت وسيلة إعلام محلية بمخالفات مهنية وأخلاقية بنشرها فيديو ذُكر أنه من الجامعة الأمريكية في مادبا، ويظهر فيه طالب من الجامعة يمشي وبيده "نيك مايك" ليطرح سؤالًا على الطلبة عن نوع السيارة التي يقتنونها ويأتون بها إلى الجامعة، ويرى تباين الإجابات.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الفيديو والتعليقات التي انهالت عليه ليتبيّن أن الجامعة ليست هي الجامعة الأمريكية في مادبا، وفق ما جاء في العنوان، إنما هي الجامعة الألمانية.

فضلًا عن ذلك، فإن الفيديو كان نتاج عمل بين طلبة الجامعة، وليس مقابلة صحفية، من هنا يأتي التساؤل عن القيمة الخبرية من نشر وسيلة إعلامية له على الرغم من الرسالة السلبية التي يشتمل عليها، وهي التمايز الطبقي الشديد  لدى هؤلاء الطلبة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18و 22 سنة، وما يلحق بذلك من خلق خطاب كراهية ضدّهم.

وتتبع (أكيد) التعليقات ليجد أنه يغلب علي معظمها طابع التنمر والتهكم والسخرية، وعديد من الأسئلة التشكيكية، مثل: "من أين لك هذا؟"، "هاي من مصاري البابا؟"،وغيرها.

 وينوّه (أكيد) إلى إنّ تجاهل الصحفيّ للتأثير المحتمل لبعض المفردات في تغذية الكراهية بين الناس، والتّحريض على التمييز، لا يتفق مع مسؤوليّة الصحافة، ولا مع أولوية تغليب المصلحة العامّة على المصلحة الخاصّة. وعليه، ينبغي أن يتساءل الصحفيّون عمّا هو مقبول نشره، وعمّا ينبغي "تجنّب" نشره من خطاب.

وقد يكون من الصعب لدى بعضهم تحديد هويّة خطاب الكراهية ومفهومه، في ظل غياب تعريف محكم متّفق عليه، لا سيما أن مستويات التسامح في الكلام تختلف بشكل كبير بين الناس.

ولذا، فمن أجل إيجاد السبيل وسط حقل الألغام هذا، فإن على الصحفيّين مراعاة السياق الأوسع الذي يُعبّر الناس خلاله عن أنفسهم، فلا يقع التركيز على ما قيل، وإنما على ما هو مقصود، لأنّ المسألة التي ينبغي إدراكها هنا هي "تقييم الخطاب" للتأكّد من أنّه لا يهدف إلى إلحاق الضرر بالآخرين.