أكيد – حسام العسال
شكلت فترة نهاية الأسبوع الماضي فرصة لتداول عدة إشاعات وأخبار خاطئة في وسائل إعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، والتي ثبت عدم صحتها بعد أن نفتها عدة وسائل إعلام.
مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي تداولوا خلال نهاية الأسبوع مقطع فيديو بعنوان "انفلات أمني في السعودية بعد قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة.. هجوم الشباب على النساء وإنزالهن عنوة" يُظهر جلبةً وتجمهراً للعديد من الأفراد حول سيارة مع ظهور أصوات صياح النساء أيضاً دون أن يُظهر المقطع حقيقة ما يجري بالضبط.
وتبين أن الفيديو المعاد نشره، متداول على موقع يوتيوب منذ حوالي الثلاث سنوات بعنوان "ضبط مبتز هدد فتاة وتهور واصطدم بسيارات في الرياض الحقيقة كاملة"، وهو ما يُثبت عدم صحة الأخبار المتداولة بربط المقطع بقيادة المرأة بالسيارة، إذ أن المقطع منتشر قبل سنوات من صدور قرار السماح للمرأة بالقيادة، كما أن القرار رغم صدوره إلا أنه لم يُباشر بتطبيقه.
وتداولت بعض المواقع الإلكترونية المحلية المقطع والشائعة بالاعتماد على ما نشره مستخدمو التواصل الاجتماعي، دونما تحقق وتأكد من حقيقته، فيما نشرت مواقع أخرى نفياً لما يُشاع حول المقطع وتوضيحاً لحقيقته.
وتداول مستخدمو التواصل الاجتماعي أيضاً صورة يظهر فيها آثار لدماء على بلاط الطواف بجوار الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، زاعمين ظهورها في يوم العاشر من شهر محرم الحالي، إلا أن المواقع الإلكترونية المحلية نفتها، مرفقةً تصريحاً منسوباً للقوة الخاصة المسؤولة عن أمن المسجد الحرام يوضح أن الصورة قديمة ولم تحدث في العاشر من محرم الحالي، وأن سببها يعود لإصابة أحد الحجاج في قدمه.
وعلى اثر قرار الحكومة الأخير برفع أسعار المحروقات تداول مستخدمو التواصل الاجتماعي صورة يظهر بها ازدحام شديد للسيارات، زعم المستخدمون أنها أتت في سياق احتجاجي في ألمانيا على رفع أسعار البنزين والذي على اثره تراجعت الحكومة الألمانية عن قرار الرفع، وفي ذات السياق نشر أحد المواقع الإلكترونية نفياً لصحة هذه الإشاعة، موضحا أن هذه الصورة تعود لأزمة مرورية في مدينة ساو باولو البرازيلية عام 2010.
مرصد (أكيد) تحقق من صحة الصورة ووجد أنها تعود لازدحام مروري في الصين خلال أحد المهرجانات الشعبية، كما يُلاحظ أنه عند تكبير الصورة فإن ملامح الظاهرين في الصورة هي ملامح شرق آسيوية.
مرصد (أكيد) يرى أن هناك استمرارية في عدم توخي الدقة في نقل الأخبار، والاعتماد على مستخدمي التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقة هذه المعلومات من عدمها، وأنه كان الأحرى بوسائل الإعلام التي تنقل هذه الأخبار الزائفة أن تتحقق مما هو متداول، وذلك في ظل توفر العديد من وسائل وأساليب التحقق، وسهولة استخدامها.
ولوحظ في المقابل وجود ممارسات إيجابية من قبل بعض وسائل الإعلام في توضيح حقيقة هذه الأخبار، وحماية حق المتلقي بالمعرفة المبنية على الدقة والموثوقية.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني