الإعلام ينتقل من انتقاد معادلة تسعيرة المحروقات الى حجم الضرائب

الإعلام ينتقل من انتقاد معادلة تسعيرة المحروقات الى حجم الضرائب

  • 2018-07-09
  • 12

أكيد- أنور الزيادات

اتجهت بوصلة الانتقاد في وسائل إعلام من غموض معادلة تسعير المشتقات النفطية في الاردن، عقب المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي يوم الثلاثاء 3/7/2018، الى حجم الضرائب المفروضة على هذه السلعة والتي شكلت شعلة احتجاجات شعبية بداية حزيران الماضي أدت الى استقالة حكومة  الدكتور هاني الملقي.

ونشرت وسائل إعلام وفق ما رصد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) عبر محرك البحث جوجل منذ تاريخ المؤتمر الصحفي في 3 تموز وحتى 9 تموز 2018، 390 مادة حول المشتقات النفطية وأسعارها والضرائب المفروضة عليها، وهذا يكشف حجم الاهتمام الإعلامي بقضايا أسعار الطاقة والنفط والتي تمس مباشرة الوضع الاقتصادي للأردنيين.

وركزت ما يزيد عن 46 مادة إعلامية  منها  بنسبة 11.79% على جزئية "التبخر" التي نالت اهتماما كبيرا بدرجة أساسية على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم وسائل الإعلام، واعتمدت تلك المواد الصحافية  بشكل كبير على تعليقات المواطنين على مواقع التواصل "تويتر" و"فيسبوك"  والتي حملت جانبا من السخرية من صحة معلومة تسبب التبخر بفقدان كمية من المشتقات النفطية أثناء نقلها واحتسابها ضمن التسعيرة.

ووفق الأرقام التي أعلنتها وزيرة الطاقة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير المالية الدكتور عزالدين كناكريه، يمكن استنتاج أن المستهلك يدفع ضريبة بقيمة  7 دنانير و73 قرشا على تنكة البنزين 90 (20 لترا) البالغ سعرها 16 دينارا و30 قرشا، كما يدفع ضريبة بقيمة 12 دينارا و51 قرشا على كل تنكة بنزين 95 التي تبلغ قيمتها 21 دينارا.

وحسب التسعيرة الحالية يدفع المواطن على تنكة الكاز (20 لترا) البالغ سعرها 12 دينارا و30 قرشا ضريبة بقيمة 3 دنانير وعشرين قرشا، وتتقاضى الحكومة عن تنكة الديزل البالغ سعرها 12 دينارا و30 قرشا ضريبة بنحو 3 دنانير و22 قرشا.

جلوبال بتروليوم برايس: دول العالم تشتري النفط  بذات الأسعار بعدها تفرض ضرائب   

ووفق ما رصد (أكيد) فان الأردن يعتبر من الدول الأعلى عالميا بمعدل سعر  بيع لتر البنزين وفق موقع" " globalpetrolprices ، حيث احتلت المركز 122 من أصل 166 دولة ضمن القائمة، ووفق الموقع فقد بلغ السعر المتوسط للبنزين عالميا  يوم 9/7/2018 حوالي  1.17 (الدولار الأمريكي) للتر مشيرا الموقع الى وجود فروق ملحوظة ما بين الدول.

وتعود فروق أسعار البنزين في الدول المختلفة وفق الموقع،  إلى الدعم الحكومي للبنزين وحجم الضرائب/ فتشتري جميع الدول في العالم النفط  تقريبا بذات الأسعار ولكنها فيما بعد تفرض ضرائب مختلفة، ما يؤدي إلى اختلاف أسعار التجزئة للبنزين.

 وتكون الأسعار في الدول الغنية مرتفعة بالمقارنة مع الدول الفقيرة، أما الدول المنتجة والمصدرة للبترول فتكون الأسعار أقل منها بكثير، وتعتبر الولايات الأمريكية المتحدة حالة استثنائية حيث تتميز بالتقدم الاقتصادي المتفوق ولكن في الوقت ذاته تكون أسعار البنزين فيها منخفضة.

انتقاد حجم الضرائب في وسائل الإعلام

بعد أن كانت جل المواد الإعلامية تركز قبل مجيء الحكومة الجديدة على عدم وضوح آلية تسعير للمشتقات النفطية، تحول الإعلام للتركيز على حجم الضرائب التي يدفعها المواطن بسبب استهلاك المشتقات النفطية بعد الكشف عن معادلة التسعير.

ومن العناوين التي تناولت موضوع المشتقات النفطية بشكل عام :  زواتي: تحرير سعر وسوق المشتقات النفطية تدريجيا، زواتي: الحكومة لا تستطيع تخفيض الضريبة على المحروقات لان ذلك يؤثر سلباً على ميزانية الدولة.. وسنعيد النظر بآلية التسعير، زواتي : جميع عوائد المشتقات النفطية تذهب إلى خزينة الدولة ،الحكومة تعلن آلية  تسعير المحروقات...إنفوجرافيك ،  خدمات النواب" تبحث علمية نقل النفط من العقبة إلى "المصفاة، "زواتي: السياسة المالية تحمل المشتقات النفطية رسوم عالية من البدالات، زواتي : ضرائب المحروقات ستحسب ضمن العبء الضريبي.

ويقول الكاتب والمحلل الاقتصادي خالد الزبيدي، إن ما ورد على لسان الوزيرة زواتي "فضيحة كبرى"، ويوحي بأن الحكومة تتقاضى 150% كرسوم وضرائب على المشتقات النفطية، وهي نسبة غير مسبوقة في الأردن وغير الاردن، وتكاد تكون الأعلى في العالم، وهذا تمادٍ على جيوب المواطنين.

 وأشار إلى أن تصريحات الوزيرة حول تسعيرة المشتقات النفطية محليا وتعرفة الكهرباء حملت مغالطات عديدة من ناحية أسعار الغاز وتوافقها مع أسعار النفط "فهذا غير دقيق أبدا"، فأسعار الغاز أقلّ من أسعار النفط في البورصة العالمية.

وفيما يلي عدد من العناوين التي تناولت الموضوع ،والتي تحمل رؤية الرأي العام لموضوع أسعار المشتقات النفطية ومنها :خبراء: تسعيرة المحروقات فضيحة كبرى.. والسعر العادل 50 قرشا على الأكثر!، النفط يتبخر .. ردود فعل غاضبة بعد اعلان الحكومة عن آلية تسعير المحروقات، الحكومة تتقاضى رسوم وضرائب على البنزين اكثر من سعره،(ألبدلات)  تزيد غموض معادلة المحروقات)، كشف آلية تسعير المحروقات يثير سخط نشطاء التواصل، المؤتمر الصحفي لوزيري المالية والطاقة: لقد عقدت محبتكم بقلبي كما عقد الحليب الخنفشار!، اعلان آلية تسعير المشتقات النفطية … محملة بالضرائب والرسوم والبدلات، المخزون الاستراتيجي من أسباب ارتفاع المحروقات، توقع تحصيل 1.1 مليار من المحروقات، قراءة ملتبسة في محاولة إزالة لبس احجية تسعير المشتقات النفطية ، صدق او لا تصدق .. ضرائب البنزين بالأردن أعلى من سعره زواتي : ضرائب المحروقات ستحسب ضمن العبء الضريبي، عايش: هالة الزواتي قدمت تسعيرة النفط بشكل "خلينا نخلص من الموضوع "ويوجد فيها لغط كبير، زواتي: الحكومة لا تستطيع تخفيض الضريبة على المحروقات لان ذلك يؤثر سلباً على ميزانية الدولة.. وسنعيد النظر بآلية التسعير و«كود» المشتقات النفطية.

 

 تصريحات وزيرة الطاقة حول التبخر

لاقت تصريحات الوزيرة زواتي انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ (#تبخر_المحروقات) صفحات الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحت هذا الهاشتاغ كانت التغريدات الساخرة سلاح رواد التواصل للتعبير عن اعتراضهم وامتعاضهم من معادلة تسعير المشتقات النفطية .

وتساءل وزير الصناعة والتجارة الأسبق، أحمد ذوقان الهنداوي، عن حقيقة ما طرحته وزيرة الطاقة، هالة زواتي، بشأن وجود فاقد بالمشتقات النفطية، التي يستورده الأردن، نتيجة عمليات التبخر، وقال ساخرا، "يبدو ان التغير المناخي قد أثر على وطني بدرجة كبيرة جدا خلال السنوات الأخيرة، بحيث رفع درجات الحرارة إلى ما بين 50 و200 درجة مئوية على طريق العقبة - عمان - الزرقاء مما سمح ببدء فصل البنزين عن النفط الخام المنقول من الميناء للمصفاة وبدء تبخره!".

ومن أبرز العناوين حول موضوع التبخر في وسائل الإعلام المحلية كانت المواضيع التالية:

وزير سابق يتساءل عن تبخر المحروقات بالأردن، وزيرة الطاقة تنفي ارتفاع اسعار المحروقات بسبب ’التبخر‘،،، تبخر_المحروقات .. هاشتاغ يثير سخرية الأردنيين بعد تصريحات وزيرة الطاقة، نظرية الطناجر المتبخرة!!!، “تبخر النفط ” يشعل السخرية في الاردن، زواتي: لماذا لا يسمح لكم بالتدخين في محطات المحروقات؟، نواب: زواتي زادت الطين بلة.. وما تقوم به الحكومة هو حملة علاقات عامة ليس أكثر، "تبخّر النفط" وجدلية الهُجوم الواسِع على وزيرة الطاقة، سخرية على مواقع التواصل بعد تصريحات وزيرة الطاقة حول تبخر النفط في الاردن خبير نفط لـ زواتي: التبخر يكاد يكون منعدما.. واصحاب المحطات يدفعون ثمنه أصلا!، “تبخّر النفط” عبارة تسبّبت بهُجومٍ واسِعٍ على وزيرة الطاقة  ،سخرية على مواقع التواصل بعد تصريحات وزيرة الطاقة حول تبخر النفط .

هيثم زيادين: من حق المواطن الأردني أن يعلم ويعرف وإخفاء المعلومات لا يجدي

وقال رئيس لجنة الطاقة النيابية هيثم زيادين  في تصريحات لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) ان معادلة تسعيرة المشتقات النفطية واضحة، فهي عبارة عن معادلة لها بنود ترتبط بالتكلفة مثل أجور النقل وأجور التكرير، وقيمة الضرائب "خاصة ومبيعات" ومن حق المواطن الأردني أن يعلم ويعرف وإخفاء المعلومات لا يجدي خاصة وأن جميع المعلومات يتم تداولها عبر مواقع التواصل والمواقع الإخبارية الإلكترونية.

نهار السعيدات: الضرائب تجعل الأردن ضمن أعلى ثلاثين دولة عالميا في أسعار المشتقات النفطية 

وقال نقيب أصحاب محطات المحروقات المهندس نهار سعيدات في تصريحات لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن "التغطية الاعلامية خلال الفترة القليلة الماضية كانت تنقصها المعلومة الصحيحة، وهناك ممن تعتمد عليهم وسائل الإعلام كخبراء تنقصهم الخبرة، ما تسبب بنشر معلومات متباينة، وبعضها حمل معلومات وآراء مضللة ،لا تستند إلى اي خبرة حقيقية".

وأضاف ان "الضرائب المرتفعة تجعل أسعار المشتقات النفطية في الأردن ضمن أعلى ثلاثين دولة على مستوى العالم" مبينا أن "معدل الضرائب يتراوح من 50 الى 70%".

وقال "النقابة تعد دراسة واضحة وشاملة ستعلن قريبا تتضمن معلومات دقيقة حول أسعار المشتقات النفطية في الأردن، تجيب عن جميع التساؤلات التي تشغل المواطنين".

رهام زيدان: الكثير من المواطنين لا يثقون بالحكومة حتى وإن قدمت معلومات دقيقة

 وقالت الصحافية المختصة بتغطية قضايا الطاقة رهام زيدان لـ (اكيد) ان "المواطن كان ينتظر تغيير على آلية تسعير المشتقات النفطية، وحجم الضرائب، فتوضيحات الحكومة لم تحمل أي جديد في جوهر آلية التسعير فالمعلومات التي تم اعلانها موجودة ومعلنة سابقا، وأن ما حدث كان توضيح لبعض الأمثلة وشرح للتفاصيل".

وحول الاختلاق في المعلومات حول نسبة الضرائب والتي تتباين بين الحكومة والمحللين ، أشارت الى اشكالية الثقة المفقودة بين المواطنين والحكومة بالقول ان "الكثير من المواطنين لا يثقون بالحكومة حتى وان قدمت معلومات دقيقة".

وأضافت "ان بعض من يعتمد عليهم الإعلام كخبراء، هم ليسوا خبراء ، ولا يمتلكون المعلومة الدقيقة، وهذا لا ينفي وجود بعض الخبراء المتمكنين والذين يشكلون مصدرا للثقة والمعلومة الصحيحة".

وكان مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)  نشر خلال العام ونصف العام الماضي ستة تقارير حول أسعار وتوزيع المشتقات النفطية، وهو ما يشكل مؤشرا على الجدل الدائم  والغموض الذي يكتنف تسعيرة المشتقات النفطية، والإشاعات والمعلومات المفبركة وغير الدقيقة التي تنشر في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع.

ومن أبرز تقارير "أكيد" هل تربح الحكومة من فاتورة النفط... سؤال الصحافة الاستقصائية الغائب، وعدد من العناوين الأخرى ومنها : 120 قرشا زيادة على سعر صفيحة البنزين منذ بداية العام، أسعار المحروقات في شباط.. تكهنات إعلامية لقرار حكومي مبهم ، غلوبال بترول برايس: الأردن في المرتبة 53 على قائمة أعلى أسعار المحروقات عالميا ، 36.1% ارتفاع استهلاك المملكة من المحروقات العام الماضي رقم خاطيء ولا صحة لخبر توقف محطات الوقود عن التزود بالمحروقات يوم الثلاثاء.

وخلص (أكيد) عبر تقاريره الى حاجة الإعلام الرسمي لممارسة أكبر قدر من الشفافية كمصلحة وطنية، ما يتطلب تمكين المجتمع ووسائل الإعلام من الحق بالحصول على المعلومات، وتطوير قدرة مؤسسات الدولة على إنشاء نوافذ للمعلومات العامة متاحة أمام الجميع، فالتأخير في إعلان الحقائق يخلق نوعا من الجدل واجواء مناسبة لانتشار الشائعات، ويزيد من مقدار حجم الثقة المفقودة بين المواطن والحكومة.