فيديو حفل طالبات المدرسة: إثارة في الإعلام وتجاوز أخلاقي في المنصات

فيديو حفل طالبات المدرسة: إثارة في الإعلام وتجاوز أخلاقي في المنصات

  • 2018-10-23
  • 12

أكيد – رشا سلامة

  لم تكد وسائل التواصل الاجتماعي تتداول نص الرسالة التي بعث بها النائب خليل عطية لرئيس الوزراء د. عمر الرزاز حول "حفل راقص" في إحدى مدارس البنات في منطقة طارق، حتى سارعت مواقع إلكترونية لتناقل الخبر، معتمدة عناوين ذات طابع مثير من قبيل "حفل غنائي راقص مسموم في مدرسة الخنساء الثانوية للبنات في منطقة صويلح.. فيديو".

ولم تنوّه بعض هذه الأخبار لكون المتن يعود للرسالة المذكورة أعلاه، بل اعتمدته وأظهرته كما لو أنه مادة صحافية، مقرنة إياه بالفيديو الذي يُظهِر مقطعاً من الحفل، لتنزلق أخبار أخرى نحو نعت الحفل بـ "المشين"، بشكل يخالف المعايير المهنية في التعاطي مع الأخبار.

وبالعودة للفيديو المذكور، تظهر الطالبات في صورة خلفية وهن يرفعن أيديهن ويصوّرن بالأجهزة الخلوية مؤدّياً يعتلي خشبة المسرح ويغني على أنغام غربية. وقد حاول "أكيد" التواصل مع مديرة المدرسة؛ بغرض استطلاع مناسبة الحفل، غير أن هذا تعذّر.

واختارت مواقع إيراد خبر لم يتجاوز كونه نص الرسالة المبعوثة، مع التنويه في مستهلّ المادة الصحافية لهوية كاتب الرسالة ومتلقّيها. وإن كانت بعض المواقع قد تنبّهت لضرورة التنويه، في المتن، لكون توصيف الحفل جاء على لسان عطية، فإنها أغفلت هذا في العنوان، فظهر الأمر كما لو أنه على لسان الموقع الإلكتروني، فكان التالي "عطية يسأل الحكومة عن حفل مدرسي هدفه بث السموم".

وفي وقت جعلت فيه مواقع هوية المدرسة مبهمة في العنوان ومطلع الخبر، مكتفية بقول "مدرسة ثانوية في صويلح" وهي في منطقة طارق، فإنها لم تلبث أن نقلت نص الرسالة الذي يتضمّن اسم المدرسة ونعوت بحق الحفل الذي شاركت فيه طالباتها من قبيل "تحوّل فكر الطلبة إلى تبني لهو الحديث في حرم المدارس" و"العمل المشين" و"إقامة حفل راقص هدفه بث السموم في المنظومة التعليمية وتحول فكر الطلبة إلى تبني (لهو الحديث)، ما اعتبره عطية عملا مشينا جرح قطاع التعليم".

وأحجمت الصحف اليومية عن تداول الخبر، لكن إحداها نقلت النص من دون إخفاء اسم المدرسة أو ذِكر فحوى الرسالة من غير إيراد ما انطوت عليه من نعوت، وإن كانت اختارت عنواناً متحفظاً "عطية يطالب الرزاز بمراقبة قطاع التعليم".

وكان عطية قد تحدّث قبل عشرة أيام عمّا أسماه "حمّى التفاعل الإلكتروني في بلدنا الحبيب وللأسف تميل مجدداً للشطط في التحريف والتعليق والنقد بعيداً عن الموضوعية"، مكملاً "لا مصلحة للأردنيين بأن يبقى عقال التواصل منفلتاً على هذا النحو يراكم الشائعات وينتهك أحياناً المحرمات ويعتدي على الخصوصيات وينحرف بالعبارات والكلمات دون مشروعية مهنية أو موضوعية في المعنى والمبنى".

وأعلنت وزارة التربية والتعليم في بيان، أن الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لأحد النشاطات في مدرسة تابعة لها بمنطقة طارق، هو "جزء من برنامج ينفذ للسنة الثانية على التوالي في مدارس حكومية وخاصة في ست محافظات ضمن حملة لمحاربة العنف والتنمر الذي انتشر في العديد من المدارس وذلك من خلال اُسلوب حواري تربوي".

وأكدت الوزارة، أن المرحلة الثانية (الحالية) من البرنامج تستهدف عشرين مدرسة حكومية وخاصة موزعة على ست محافظات هي البلقاء وإربد والزرقاء والكرك والعقبة والعاصمة، كما "تم تنفيذ الفعاليات بتفاعل مميز للطلبة الذكور والإناث في مدارسهم بعد الحصول على موافقة الوزارة وإدارات المدارس المعنية".

أما بشأن الأغنية التي ظهرت في الفيديو، فقالت الوزارة "ليس فيها أي إساءة للمعتقدات أو الأخلاق أو القيم".

وكانت التعليقات المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي قد كرّست المزيد من المخالفات الأخلاقية والقانونية في التعاطي مع الأمر؛ إذ جنح كثير منها للقدح والذم والتحقير، سواءً كان هذا في حق الطالبات المشاركات في الحفل أو المدرسة التي ينتمين إليها أو الشركة المنظمة.

وتعامَل "أكيد" مع حالات سابقة حفلت بأخطاء أخلاقية وقانونية في تناول أخبار من هذا القبيل والتعليق عليها، مثل "خطاب تمييزي ضد المرأة الأردنية في تغطيات كأس آسيا للسيدات" و"مشاجرة دوري كرة القدم النسوي: رواد وسائل التواصل يكرّسون التمييز".