صور "كسوة الشتاء".. تعد جديد على خصوصية وكرامة الأطفال

  • 2019-01-23
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

نشرت الوسائل الإعلامية المحلية تقريراً بعنوان "الشباب النيابية توزع كسوة الشتاء في جرش"، تم خلالها توزيع الملابس على مجموعة من الأطفال، امتنعت معظمها عن نشر صورهم باستثناء صحيفة يومية واحدة.

ونشرت عشر وسائل إعلامية محلية تقريرا حول تقديم لجنة الشباب والرياضة النيابية، كسوة الشتاء لأطفال أيتام وفقراء في مركز شابات جرش في محافظة جرش وبحضور عدد من المسؤولين في المحافظة.

والتزمت تسعة وسائل إعلامية منها بحماية كرامة الأطفال وحياتهم الخاصة، حيث امتنعت عن نشر صور الأطفال واكتفت بنشر صورة من جانب الاحتفالية ظهر خلالها المسؤولون، ومنها من نشرت الخبر من دون إرفاقه بالصور، في حين استعانت عدة مواقع إخبارية بالصور التعبيرية، بينما نشرت صحيفة يومية صورة واضحة للأطفال ظهرت من خلالها ملامحهم الشخصية وهم يحملون أكياس الثياب.

وما تزال جدلية الحفاظ على حق الأخرين بحياتهم الخاصة وحماية كرامتهم، مستمرة في التقارير الإعلامية وبالأخص فيما يتعلق بالأطفال وذلك حينما تخطىء بعض الوسائل الإعلامية بنشرها صوراً للأطفال خلال تلقيهم المساعدات دون مراعاة خصوصية حياتهم.

وكانت وزارة التنمية الاجتماعية أصدرت تعميما في نهاية شهر أيار من العام 2017، حذرت خلاله من نشر صور المستفيدين خلال توزيع المساعدات والتبرعات، معتبرة أن نشر صور المساعدات يخالف الميثاق الأخلاقي للعمل الاجتماعي الأردني الصادر عام 2009، وبعض التشريعات الاجتماعية النافذة كقانون الأحداث رقم 32 لسنة 2014.  

وسبق لمرصد "أكيد" أن أعد العشرات من التقارير التي تتعلق بمثل هذه الحالات، مثل أطفال قرية "البربيطة" ضحايا تجاوزات إعلامية،  نشر صور الفقراء والمحتاجين.. مخالفات اعلامية مستمرة رغم المواثيق، صورة ابن الشهيد خلال تسلمه تبرعات: مخالفة أخلاقية وقانونية، ممارسات إيجابية وأخرى سلبية في نقل الإعلام للقضايا الإنسانية.

ويؤكد المرصد على الطريقة الإيجابية لتعامل أغلب وسائل الإعلام مع نقل صور المساعدات وخاصة الأطفال كما في هذه الحالة، الا أن الخروقات لا زالت مستمرة، مع الإشارة الى أن واجب الصحافة في كشف مشاكل الناس وهمومهم، يجب أن يكون على نحو يحفظ كرامتهم ولا يشهّر بفقرهم وحاجتهم ومرضهم.

وينص قانون المطبوعات والنشر على "احترام الحريات العامة للآخرين وحفظ حقوقهم وعدم المس بحرمة حياتهم الخاصة"، وهي حرمة تشمل من هم في ولاية أولياء أمورهم، مثل الأطفال والمعاقين.

 وينص ميثاق الشرف الصحفي الأردني على "يلتزم الصحفيون باحترام سمعة الأسر والعائلات والأفراد وسرية الأمور الخاصة بالمواطنين، وذلك طبقا للمبادئ الدولية وأخلاقيات العمل الصحفي والقوانين المعمول بها في المملكة".

كما يلتزم الصحافيون طبقا للمادة 14 من الميثاق "بالدفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الأساسية المتمثلة بالرعاية والحماية، ويراعون عدم مقابلة الأطفال أو التقاط صور لهم دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم".