39 شائعة في شهر آذار

39 شائعة في شهر آذار

  • 2019-03-30
  • 12

أكيد - آية الخوالدة -

ارتفع عدد شائعات شهر آذار 2019 إلى 39 شائعة مقارنة بشهر شباط الماضي، والتي بلغ عددها 34 شائعة، كما ارتفع عدد الشائعات التي روّجت لها الوسائل الإعلامية في شهر آذار مقارنة بشهر شباط الماضي، حيث رصد "أكيد" 13 إشاعة تناقلها الإعلام من أصل 39 إشاعة بنسبة 33.3%، فيما تسبّب الإعلام في شهر شباط بترويج 7 شائعات من أصل 34 شائعة بنسبة 20.5%.

الأمر اللافت في الشائعات التي تمّ رصدها لشهر آذار الحالي، هو تراجع عدد الشائعات من المصادر الخارجيّة حيث بلغت شائعتين فقط بنسبة 5%، مقارنة بشهر شباط الماضي حيث بلغت 15 شائعة بنسبة 44.1% وجميعها من منصّات التواصل الاجتماعي، والتي بدورها احتفظت بالحصّة الأكبر كمصدر للمعلومات غير الصحيحة في شهر آذار الحالي، حيث شكّل التواصل الاجتماعي مصدراً لـ 26 شائعة من أصل 39 شائعة، ما نسبته 66.7% من الشائعات.

وطوّر "أكيد" منهجيّة لرصد الشائعات حيث تُعرّف الشائعة حسب هذا التقرير بأنها "المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنية، والتي وصلت إلى أكثر من (5) آلاف شخص تقريباً، عبر وسائل الإعلام الرقمي".

وعادة ما تزدهر الشائعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية وغيرها، ولكن هذا لا يعني اختفاءها في الظروف العادية. ومن المعروف أنّ الشائعات تروّج أكثر في بيئات اجتماعيّة وسياسيّة وثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.

<iframe src="https://e.infogram.com/43ee21e0-a692-437f-b1d9-09d4a7212350?src=embed" title="Copy: Copy: الشائعات خلال كانون الأول 2019" width="736" height="1700" scrolling="no" frameborder="0" style="border:none;" allowfullscreen="allowfullscreen"></iframe><div style="padding:8px 0;font-family:Arial!important;font-size:13px!important;line-height:15px!important;text-align:center;border-top:1px solid #dadada;margin:0 30px"><a href="https://infogram.com/43ee21e0-a692-437f-b1d9-09d4a7212350" style="color:#989898!important;text-decoration:none!important;" target="_blank">Copy: Copy: الشائعات خلال كانون الأول 2019</a><br><a href="https://infogram.com" style="color:#989898!important;text-decoration:none!important;" target="_blank" rel="nofollow">Infogram</a></div>

 

المصدر حسب الجهة

تناول الرصد عبر منهجيّة كميّة وكيفيّة، موضوعات الشائعات المنتشرة عبر المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حيث تبيّن أنّ  حصّة المصادر الداخليّة، سواء منصّات تواصل أو مواقع إخبارية، من حجم الشائعات لشهر آذار 37 شائعة وبنسبة 95%، فيما انخفض عدد الشائعات من المصادر الخارجيّة لتصل إلى شائعتين فقط بنسبة 5%، وهي نسبة منخفضة مقارنة بشهر شباط الماضي، حيث بلغ عدد الشائعات من المصادر الخارجيّة خلاله 15 شائعة بنسبة 44.1%.  

 

المصدر حسب وسيلة النشر

تبيّن خلال الرصد أنّ 26 شائعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعيّ بنسبة 66.7%، صدرت جميعها من المنصات الاجتماعيّة المحليّة، فيما لم تصدر أية إشاعات من منصّات التواصل العربيّة أو صفحات لأردنيين في الخارج، مقارنة بشهر شباط الماضي والذي حضرت خلاله 15 شائعة من أصل 34 شائعة.  

فيما ارتفعت نسبة الشائعات الصادرة عن المصادر الإعلاميّة والمواقع الإلكترونيّة الإخباريّة، حيث بلغ عددها 13 شائعة بنسبة 33.3%، نشرت منها المصادر الإعلاميّة المحليّة 11 شائعة بنسبة 84.6%، فيما روّج الإعلام العربي والإسرائيلي المهتم بالشأن الأردني لشائعتين بنسبة 15.4%.

 

مواضيع الشائعات

شكّلت الشائعات التي تناولت الشأن السياسي 15 شائعة ما نسبته 38.5%، فيما كانت الشائعات حول الشأن الاقتصادي مقاربة من حيث العدد للشائعات التي تناولت الشأن الاجتماعي، إذ بلغت 11 شائعة اقتصادية بنسبة 28.2%، و10 شائعات اجتماعيّة بنسبة 25.6%، بينما تراجعت الشائعات التي تناولت الشأن الأمني حيث بلغت 3 شائعات بنسبة 7.7%.

 

من السوشيال ميديا إلى الإعلام

انتقلت 7 إشاعات من مواقع التواصل الاجتماعيّ إلى المواقع الإخباريّة بنسبة تبلغ 18% مشكلة بذلك ارتفاعاً ملحوظاً، مقارنة بالشهر الماضي حيث انتقلت شائعة واحدة فقط من التواصل الاجتماعيّ إلى الوسائل الإعلاميّة في شهر شباط الماضي، من أصل 19 شائعة بنسبة 3%.

فيما شكّل الإعلام المحلّيّ مصدراً لـ 11 إشاعة، من أصل 13 إشاعة روّج لها الإعلام المحليّ، والإعلام العربي، والاسرائيلي المهتمّ بالشأن الأردني، ويدلّ ذلك على سعي الإعلام نحو تحقيق السبق الصحفي، دون الاهتمام بمعيار الدقة في نقل المعلومات والتحقق منها قبل نشرها، مسيئة بذلك إلى مصداقيّتها وموثوقيّتها لدى الناس.

ومن أهمّ الشائعات التي انتقلت من منصّات التواصل الاجتماعي إلى وسائل إعلام،  ما نشرته مواقع إخبارية محلية حول بئر نفط السرحان 4 والموجود في الصحراء الجنوبية في منطقة الجفر، أنه ينتج يوميّاً كميات كبيرة من مشتقات النفط، فيما نفت وزارة الطاقة والثروة المعدنية ذلك، موضحة أنّ الكميات المستخرجة قليلة جداً واستخراجها غير مجدٍ. هذا وقد أثير الجدل بخصوص البئر بعد احتراق إحدى مركبات الشحن وإصابة السائق في منطقة الجفر بالقرب من البئر.

فيما تداولت مواقع إخباريّة تصريحات ملفقة منسوبة للبنك المركزي، تفيد أنّ عدد الغارمات المسجونات 3 فقط، الأمر الذي نفاه محافظ البنك المركزي، مؤكداً أنّ البنك ليس صاحب الاختصاص ولا يمتلك المعلومات الدقيقة  للتصريح حول عدد الغارمات.

نقلت بعض المواقع الإخباريّة معلومات غير صحيحة حول صورة طفل، عَلِقت بسقف حلقه قطعة معدنية صغيرة، على أنها "برغي" قام الأب بوضعه في سقف حلق ابنه بواسطة "دريل" في واحدة من المحافظات الأردنيّة، وتناقلت الخبر عدّة وسائل إعلاميّة قبل حذفه دون أن تتحقق من صحّته، إلى حين صدور النفي الرسمي عن وزارة الصحة التي أكدت أنها مجرد قطعة معدنية ذات حواف ساعدت في التصاقها في سقف حلق الطفل، وتمّت إزالتها خلال دقائق دون أيّ تدخل جراحي. كما تداولت عديد من مواقع إعلامية عربية الصورة ونقلت ذات المعلومات غير الصحيحة عن التواصل الاجتماعيّ المحلي.

 

أبرز الشائعات

من أبرز الشائعات التي رصدها "أكيد" وانتشرت بشكل واسع عبر المنصّات الاجتماعيّة والوسائل الإعلامية، وفقاً للموضوعات التي اعتمدها الرصد:

الشائعات الاقتصاديّة: تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي معلومات حول وجود كميّات كبيرة من الدجاج المُسرطن في الأسواق بالإضافة إلى تسبّب علب تعبئة الوجبات السريعة بالسرطان، حيث أصدرت المؤسسة العامّة للغذاء والدواء عدّة بيانات صحفيّة تنفي فيها مثل هذه الشائعات، إضافة الى نفيها شائعة وجود الأرز الإسرائيلي في الأسواق المحليّة.

الشائعات السياسيّة: من مواضيع الشائعات التي شغلت الأوساط الإعلاميّة والمنصّات الاجتماعيّة، ما تم تداوله تحت عنوان "اليابان ترفض طلب تعيين لينا عناب سفيرة في طوكيو"، حيث اعتمدت على مصادر مجهولة في ظل غياب المعلومة الرسميّة من الجهات المختصة، وأعدّ مرصد "أكيد" تقريراً حول ذلك، موضحاً أنّ الإجراءات البروتوكوليّة المتبعة بين الدول لا تلجأ إلى هذا الأسلوب في الرد، وفقاً للأعراف السائدة المتبعة في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961.

ومن الشائعات السياسيّة التي تداولها الإعلام المحلّي "استقالة أمين عمان يوسف الشواربة"، نتيجة للسيول التي شهدتها العاصمة والخسائر التي خلّفتها في منطقة وسط البلد. 

الشائعات الاجتماعية: أثارت وسائل إعلاميّة محلية لغطاً كبيراً حول فعاليّة مفبركة تُدعى "مهرجان الانبطاح في العقبة"، نشرتها صفحة فيسبوك، حيث تعامل معها الإعلام المحلي على أنها فعاليّة حقيقيّة وسارع إلى التنديد بها واستطلاع تصريحات من الجهات المختصّة في محافظة العقبة، قبل التحقّق من دقة هذا المنشور وجديّته، إذ إنّ المتابع للصفحة يجد أنها ساخرة وكوميديّة ولا وجود لتنسيق حقيقي لها، وسبق أن أعدّ مرصد "أكيد" تقريراً حولها.

- ومن الشائعات التي انتشرت بشكل واسع عبر المنصّات الاجتماعيّة المحليّة والعربيّة، صورة لطفل رضيع مع رسالة من أمه، نشرها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على أنها حدثت في محافظة الطفيلة، فيما نفت مديرية الأمن العام الإبلاغ عن مثل هذه الحادثة، وأشارت إلى أنها حصلت في العاصمة السورية دمشق.

الشائعات الأمنية: تعلقت الشائعات الأمنيّة لشهر آذار بحادثة وفاة الطفلة "نيبال" حيث تناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية عدداً من المعلومات المغلوطة والصور والفيديوهات غير الصحيحة والتي تمّ ربطها بالحادثة، وقد أعدّ مرصد "أكيد" تقريراً رصد فيه جميع هذه الشائعات.

ويرى مرصد "أكيد" أنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق، وأنّ الاعتماد على مستخدمي التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة هذه المعلومات من عدمها أصبح يتسبّب في نشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة وبالتالي ترويج الشائعات.

ومن هنا اعتمد رصد "أكيد" على تحديد الشائعات الواضحة بأنها غير صحيحة، أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحّتها بعد نشرها خلال الأيام التي تلت النشر.

وكان "أكيد" قد طوّر ونشر مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتحقق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، وبصرف النظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئياً أو مكتوباً أو حتى مسموعاً، وقبل اتخاذ قرار نشر المحتوى المنتج يُتوجب طرح مجموعة من الأسئلة.