أكيد – دانا الإمام
نشرت وسائل إعلام محليّة أخباراً عن "تفشّي" مرض الطّاعون، المعروف تاريخيّاً باسم "الموت الأسود" في الصّين، وهو ما تحقّق منه مرصد "أكيد" ووجد فيها مبالغةً وتهويلاً في الوصف، وربطاً غير دقيق بما تسبّبت به جائحة "كورونا".
ورصد "أكيد" عدّة مواد نشرتها مواقع إخباريّة محليّة حملت عناوين مثل:
الطاعون يتفشى في الصين والسلطات تعلن مستوى الخطر الثالث
في المقابل نشرت وسائل إعلام عالميّة تقارير إخباريّة عن تسجيل إصابة واحدة فقط "بالطّاعون الدّبليّ" في منطقة منغوليا في وسط الصّين، وأوضحت أنّ المُصاب بحالة جيّدة ويتلقّى العلاج في إحدى المستشفيات.
بدورها أعلنت السُّلطات الصّحيّة في الصّين حالة الطوارئ من الدّرجة الثالثة، والتي تعتبر من أصل مقياس الخطورة من الدرجات البسيطة؛ وذلك لتحذير المواطنين من الصّيد في المنطقة أو التّعامل مع حيوانات قد تكون مصابة، ومنها حيوان "المرموط" الشّائع وجوده في منغوليا، والذي قد يكون سبباً في انتقال العدوى.
وبالعودة إلى منظّمة الصحّة العالميّة، يُعدّ "الطّاعون" مرضاً يتسبّب به أحد أنواع البكتيريا التي تتواجد عادةّ في أجسام الثّديّات صغيرة الحجم والبراغيث التي تعيش على أجسامها، وقد ينتقل إلى البشر من لدغات البراغيث المُصابة أو عن طريق لمس الحيوانات المُصابة أو التّعرّض لقطرات رذاذ أنفاسها، ومن الممكن انتقال العدوى بالطّاعون بين البشر عبر الرّذاذ.
ويتسبّب "الطّاعون الدّبليّ" بانتفاخ وألم في العقد الليمفاويّة، ويعدّ مرضا قاتلاً بنسبة تصل إلى 100% من الحالات خلال أقل من 24 ساعة من الإصابة في حال عدم تلقّي العلاج، بينما يساعد التداوي المبكّر بالمضادّات الحيويّة والعلاجات المساندة على الشّفاء من الإصابة بشكلٍ تام.
ووفقاً لمنظّمة الصحّة العالميّة، سُجّلت 3248 إصابة بالطّاعون حول العالم بين عاميّ 2010 و2015، توفّي منهم 584 مصاباً، وذلك يعني أنّ الإصابة بحدّ ذاتها ليست بالأمر الخطير.
وفي ظل انتشار فيروس "كورونا" الذي أصاب أكثر من 11 مليون شخص حول العالم وأودى بحياة أكثر من نصف مليون، يجب توخّي الدقّة في رصد الأخبار ونشرها، خاصة بما يتعلّق بالأخبار الطبيّة لتفادي التّهويل والمُبالغة، ولتحرّي الدقّة العلميّة.
وكان "أكيد" قد رصد في شهر آذار تداول وسائل إعلام لخبر غير دقيق عن فيروس جديد بضرب الصّين ويحصد الأرواح، حيث تمّ تداوله بشكل مُلفت.
وهنا يذكّر "أكيد" وسائل الإعلام بأهميّة التحقّق من دقّة المعلومات وصحّتها من مصادر موثوقة قبل النّشر، والتّحلّي بالمسؤوليّة في التّغطيات كافة، وبخاصة في تغطية أخبار الأمراض.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني