عمّان 27 حزيران (أكيد)- عُلا القارصلي- يشكل تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2026 حدثًا تاريخيًا غير مسبوق، يحمل في طياته بعدًا يتجاوز المستطيل الأخضر، ليغدو فرصة وطنية شاملة تستوجب التوقف عندها إعلاميًا، اقتصاديًا، سياحيًا، وثقافيًا.
وإذا كان الفوز الرياضي قد تحقق بجهود لاعبين ومدربين واتحاد وطني وجمهور، فإن استثمار هذا الفوز وتحويله إلى إنجاز مستدام هو مهمة وطنية، يلعب فيها الإعلام دورًا محوريًا، لهذا السبب تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التغطية الإعلامية المحلية، للتعرف على ما قدمته وسائل الإعلام من تحليل واقتراحات حول الحدث، وما أبرزته من مكاسب محتملة، فالمونديال لا يُقاس فقط بالنتائج في المباريات، بل بمقدار ما يقدمه للدول من فرص ناعمة في الاقتصاد والتسويق والهوية.
بيّنت عملية الرصد أن وسائل الإعلام المحلية تابعت بشكل ملحوظ تداعيات التأهل، وأولت اهتمامًا كبيرًا بالجوانب الاقتصادية والسياحية، إلى جانب التأثيرات الاجتماعية والإعلامية، وتنوّعت المواد الإعلامية بين الأخبار، ومقالات الرأي، والتقارير التحليلية التي استضافت خبراء في الاقتصاد والإعلام والرياضة والثقافة، ناقشوا بعمق سبل الاستفادة من هذا الإنجاز الكروي. [1] [2] [3] [4] [5] [6]
من أبرز المكتسبات التي ركّزت عليها التغطيات الإعلامية، المكسب المالي، إذ أشارت العديد من المواد إلى أن المنتخب الوطني سيحصل على نحو 10.5 مليون دولار من "فيفا"؛ 1.5 مليون منها كدعم تحضيري، و9.0 ملايين لقاء المشاركة في دور المجموعات.، وبالإضافة إلى ذلك، توقّعت التغطيات أن يُنشّط هذا الإنجاز قطاعات مثل الصناعات الرياضية، والتسويق، والمطاعم، والمقاهي، وحتى تجارة التجزئة، وذلك بفضل التفاعل الشعبي، وزيادة الطلب على المنتجات المرتبطة بالمنتخب.
أما على الصعيد السياحي، فقد برزت دعوات لدمج تأهل المنتخب بحملات ترويجية مدروسة للمواقع السياحية الأردنية، بحيث يتم توظيف الحدث عالميًا في إبراز البترا والمغطس ووادي رم والبحر الميت كوجهات فريدة تستحق الزيارة. وقد أشارت بعض التغطيات إلى ضرورة أن تكون صورة الأردن حاضرة في تصميم المنتجات، والفيديوهات الترويجية، والحوارات التلفزيونية الدولية، بل وحتى في أسلوب دخول اللاعبين إلى الملاعب.
تناول الإعلام المحلي كذلك التأثيرات المعنوية والاجتماعية لهذا الحدث، باعتباره فرصة لتعزيز الروح الوطنية والانتماء، وتوحيد الأردنيين خلف هدف جماعي مشترك، وأكدت آراء ومقالات أن حضور الأردن في المونديال سيؤدي إلى تعزيز صورته كدولة مستقرة ومتقدمة، ما ينعكس على ثقة المستثمرين به، ويشجّع الشركات على الدخول في شراكات رعاية ودعم للمنتخب والبطولات المحلية.
تضمنت التغطيات الإعلامية مجموعة من المقترحات والتوصيات التي عبّرت عن وعي متزايد بضرورة استثمار التأهل على أسس مؤسسية، فقد دعت شخصيات إعلامية واقتصادية إلى تشكيل لجنة وطنية عليا تتولى إدارة ملف التأهل، وتضم وزارات السياحة والثقافة والاستثمار والاتصال، إلى جانب الاتحاد الأردني لكرة القدم، كما تم التأكيد على أهمية تطوير خطة إعلامية علمية متكاملة، لا تقتصر على التغطية الإخبارية، بل تشمل إنتاج محتوى رقمي متعدّد اللغات، وتنظيم فعاليات ثقافية وسياحية بالتوازي مع استعدادات المنتخب.
كذلك لم تغب الإشارة إلى تطوير البنية التحتية الرياضية عن الطروحات الإعلامية، حيث طُرحت أفكار لإنشاء مدينة رياضية حديثة تُدار وفق نموذج شراكة مع القطاع الخاص، على أن تُستثمر لاحقًا ليس فقط للمباريات، بل لحفلات ومؤتمرات ومهرجانات، وبرزت كذلك الدعوة إلى الانتقال الحقيقي إلى مرحلة "الاحتراف الرياضي"، عبر خصخصة الأندية وتحويلها إلى شركات عامة تسهم في تطوير الرياضة كقطاع اقتصادي لا كمجرد هواية.
ويشير (أكيد) إلى أن الإعلام الأردني في مجمله أظهر حضورًا جيدًا في مواكبة الحدث وتحليله، لكن المرحلة المقبلة تتطلب نقلة نوعية في الأداء الإعلامي، تعتمد على الاستمرارية والتخصص والتنسيق مع بقية القطاعات، فالمونديال ليس لحظة عابرة، بل فرصة وطنية نادرة لنقل الأردن من موقع المتابع إلى موقع الفاعل على الساحة العالمية.
ويؤكد (أكيد) أن الإعلام مسؤول اليوم عن تأطير هذا الحدث ضمن سياق وطني شامل، يعزز مكاسب الأردن ويروّج لقيمه وثقافته، ويربط إنجاز النشامى بأهداف الدولة الكبرى في التحديث والنمو والانفتاح.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني