عمّان 8 تشرين الأول (أكيد)- عُلا القارصلي- يُصادف الخامس من تشرين الأوّل اليوم العالمي للمعلمين، والّذي أقرّته اليونسكو عام 1994 تخليدًا لتوصية عام 1966 بشأن أوضاع المعلمين. يُكرَّس هذا اليوم لتقدير الدور الجوهري للمعلمين في بناء العقول وصناعة المستقبل، وتسليط الضوء على التحدّيات التي تواجههم مثل تدني الأجور، وضعف التدريب، ونقص الدعم المهني، وغياب صوتهم في صنع السياسات التعليمية. ويأتي الاحتفاء هذا العام ليؤكد أن الاستثمار في المعلمين هو استثمار في التنمية، وأن النهوض بالتعليم يبدأ من تمكين من يقفون في الصفوف الأولى لبناء الإنسان.[1]
انطلاقًا من أهمية هذا اليوم، وبشكل خاص في ظل شعار هذا العام "إعادة صياغة مهنة التدريس باعتبارها مهنة تعاونية"، والذي يسلّط الضوء على ضرورة تعزيز التعاون بين المعلمين وتمكينهم من العمل ضمن بيئات مهنية داعمة، تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) كيفية تناول الإعلام الأردني لهذا الحدث، وتحليل مدى تركيز التغطية على جوهر هذا الشعار وأبعاده، خاصة فيما يتعلق بالتحدّيات التي تواجه المعلمين في الأردن وفرص تطوير مهنتهم بما ينعكس على جودة التعليم.
أظهرت عملية الرصد أن التغطيات الإعلامية تمحورت حول المبادرات الحكومية المرتبطة بهذه المناسبة، مثل الحفل السنوي لتكريم المعلمين الذي نظمته وزارة التربية والتعليم، وجائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز التي حملت هذا العام شعار "لأنك بداية كل حكاية"، وانعكاسها على العملية التعليمية. كما أبرزت التغطيات الإجراءات الحكومية الداعمة للمعلمين، كمنح الأراضي بأسعار مخفّضة، وزيادة مكرمات أبناء المعلمين، وغيرها من المكتسبات.[2] [3] [4]
وفي مقالات الرأي، ركّز الكتّاب على أهمية تكريم المعلم وتعزيز مكانته، مؤكدين دوره المحوري في التنمية وصناعة الأجيال، وضرورة إشراكه في صنع القرار التربوي بوصفه شريكًا أساسيًا في تطوير التعليم. [5] [6]
رغم الاهتمام الإعلامي بالمناسبة، إلا أن وسائل الإعلام الأردنية لم تتناول سبب اختيار شعار هذا العام "إعادة صياغة مهنة التدريس باعتبارها مهنة تعاونية"، فقد غابت الإشارة إلى دراسة صدرت عن معهد اليونسكو للإحصاء (UIS)، واستندت إليها منظمة اليونسكو في اختيار الشعار.
الدراسة المشار إليها كشفت عن أرقام مقلقة تُظهر تراجع نسب المعلمين المدرَّبين حول العالم، إذ انخفضت نسبة معلمي المرحلة الابتدائية المدرَّبين في إفريقيا جنوب الصحراء من 85 إلى 69 بالمئة، ونسبة معلمي المرحلة الثانوية من 79 إلى 59 بالمئة خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2024. وأظهرت الدراسة كذلك أن 14 بالمئة فقط من الدول منخفضة الدخل تمتلك سياسات تُلزم بالتطوير المهني المستمر للمعلمين، ما يعكس أزمة عالمية في دعم الكوادر التعليمية، ويبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون والتطوير المهني داخل مهنة التدريس.[7]
لاحظ مرصد (أكيد) أن التغطية الإعلامية لم تقم بربط شعار هذا العام بالواقع التعليمي في الأردن، إذ اكتفت معظم المواد المنشورة بالجانب الاحتفالي دون التعمّق في تحليل مفهوم "المهنة التعاونية" أو إسقاطه على بيئة التعليم المحلية، ولم تُطرح تساؤلات حول ما إذا كان المعلم الأردني يحظى فعلًا بفرص التعاون المهني وتبادل الخبرات داخل المدارس، أو ما إذا كانت السياسات التعليمية الراهنة تدعم بناء مجتمع تعليمي تشاركي، وهذا يكشف حاجة الإعلام إلى دور أعمق في مناقشة جوهر الشعار وأبعاده التطبيقية، بدل الاكتفاء بتغطية المناسبات السنوية بشكل تقليدي.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني