الزيتون من أهم القطاعات الزراعية في الأردن واهتمام إعلامي ضعيف في شرح تأثير التغير المناخي عليه

الزيتون من أهم القطاعات الزراعية في الأردن واهتمام إعلامي ضعيف في شرح تأثير التغير المناخي عليه

  • 2024-08-04
  • 12

28 أيار (أكيد)-عُلا القارصلي- شجرة الزيتون من أقدم الأشجار المزروعة في العالم، وتعود صناعة زيت الزيتون إلى آلاف السنين. وبسبب تغير المناخ، أصبح انتاج زيت الزيتون يواجه تحديات كبيرة.

خلال الفترة 2022-2023، أنتُج على مستوى العالم 2.44 مليون طن من زيت الزيتون، وانخفض هذا الرقم إلى حوالي مليوني طن خلال الفترة 2023-2024، وهو ما يمثّل تراجعًا في الإنتاح بنحو 18بالمئة. [1]

وأدى تغير أنماط الطقس، وموجات الحر الطويلة إلى إتلاف أشجار الزيتون في أكبر ثلاث دول منتجة لزيت الزيتون (إسبانيا، اليونان، وإيطاليا)، وأوضح تقرير دولي صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن انتاج زيت الزيتون في الأردن ليس أفضل حالًا من الدول الكبرى المنتجة للزيت، ويواجه أيضًا وضعًا صعبًا بسبب تغير المناخ، وتنبأ التقرير بـ "انخفاض إنتاجية زيت الزيتون بحلول عام 2050".

ورغم أن قطاع الزيتون من أهم القطاعات الزراعية في الأردن، حيث تغطّي أشجار الزيتون 74 بالمئة من مساحة الأشجار المثمرة المزروعة، ويسهم بشكل فاعل في الناتج المحلي الإجمالي بحجم استثمار يصل إلى 1.4 مليار دولار، وهو مصدر دخل لأكثر من 80 ألف أسرة، إلا أن وسائل الإعلام المحلية لم تعط التقارير الدولية والمحلية المتعلقة بتأثير تغير المناخ على إنتاج زيت الزيتون مساحات تغطية تتناسب مع أهمية هذا المنتج.[3]

وخلال الرصد الذي أجراه مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، تبيّن أن صحيفة يومية اهتمت بنقل تفاصيل التقرير الصادر عن منظمة (الفاو) للربع الأوّل من العام الحالي بعنوان "تغير المناخ يُهدّد إنتاج زيت الزيتون الأردني"، ونقلت وسائل أخرى الخبر عنها، ووضح التقرير المنشور الوضع الإنتاجي الصعب لزيت الزيتون، واستعرض بعض الحلول المطروحة، والتي تتلخص بـ "الري التكميلي، واستخدام أسمدة البوتاس للتخفيف من الإجهاد المائي في أشجار الزيتون أثناء موجات الحر".[4] [5] [6]

تمكن الأردن من تحقيق الاكتفاء الذاتي في الزيتون، وهو محصول ذو أهمية تاريخية وثقافية وتصديرية للبلاد، وبسبب تغيّر المناخ من المتوقع انخفاض إجمالي إنتاج الزيتون البعلي بنسبة 20 بالمئة. وبدأ المزارعون منذ عدة أعوام يعانون من انخفاض كبير في إنتاجهم.

ولعله من المفيد أن تمارس وسائل الإعلام دورها في بناء وعي جماهيري عند المزارعين من خلال إعداد برامج موجهة لهم تعالج مشاكلهم، وتعمل على تثقيفهم، وتوضح لهم أن تغير المناخ أمر حقيقي، آثاره خطيرة، وعليهم التحرك لمواجهة آثاره على محاصيلهم وباب رزقهم، وعرض أحدث الطرق التي يمكن اتباعها لحماية أشجار الزيتون والحفاظ على معدلات الإنتاج.[7]