عمّان الأول من تموز (أكيد) – شرين الصّغير – نقلت وسائل إعلام محلية خبرًا معنونًا بـ : "أسباب تراجع المحتوى السلبي على مواقع التواصل"^{[1]  [2] [3]}، وقد وقعت بمخالفات مهنية، حيث أن الخبر المنقول لا يجيب عن التساؤلات التي يثيرها لدى المتلقين.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الخبر ليتبيّن أنه منقول عن قناة تلفزيونية^[4]، أجرت مقابلة مع خبير، ونشرت خبرًا متكاملًا على موقعها الإلكتروني مع فيديو المقابلة وصفحات إنفوغراف تجيب عن تساؤلات أساسية ذات صلة بكيفية القياس وآليتها وفتراتها الزمنية. ووجد (أكيد) أن وسائل الإعلام الناقلة للخبر عن القناة، اجتزأت معلوماتها من المصدر على نحو مخلّ بمعايير العمل الصحفي.

فقد نقلت الوسائل عن الموقع الإلكتروني للقناة الملخص الذي نشره، لكنه فات الوسائل أن تلاحظ أن الملخص جاء مرفقًا بفيديو وعدة صفحات إنفوغراف تغطي جوانب مهمة من المقابلة، وهو ما لم تسع للاستفادة منهما للإجابة عن الأسئلة الأساسية التي يثيرها هذا الموضوع، وهذا يشكل إخلالًا بمعياري الدقة والوضوح.

فمثلًا، لم توضح الوسائل معنى "المحتوى السلبي" الذي ورد ذكره في التقرير الإخباري، والذي فسّره الخبير على أنه كل الأشياء التي لها طابع سلبيّ، مثل الحديث عن الجريمة والموت والمرض وكذلك الإساءة للآخرين بما فيه خطاب الكراهية.

كما لم يبين تقرير المواقع الإخبارية الفترة الزمنية التي غطت فيها الدراسة موضوع التراجع في المحتوى السلبي، ليتضح بالعودة إلى صفحات الإنفوغراف أنها تغطي مدة سنة كاملة من بداية حزيران 2022 إلى بداية حزيران 2023. كما تبين أن المحتوى السلبي على صعيد الأردن من مجمل الحوارات على مواقع التواصل الاجتماعي قد بلغ 13.4 بالمئة خلال الفترة المشار إليها، فيما بلغ المحتوى السلبي من مجمل الأخبار والمقالات على المواقع الإلكترونية 5.5 بالمئة.

كذللك فات المواقع الإلكترونية المرصودة أن توضح مدى التراجع في المحتوى السلبي على صعيد الأردن من مجمل الحوارات على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي هبط من 14.7 بالمئة إلى 12.1 بالمئة خلال النصف الأول من العام 2023 مقارنة بالنصف الثاني من العام 2022.