استقالة موظّفين في الخارجية الأمريكية احتجاجًا على انحياز الإدارة المفرط إلى إسرائيل لا حضور لها في الوسائل المحلية

استقالة موظّفين في الخارجية الأمريكية احتجاجًا على انحياز الإدارة المفرط إلى إسرائيل لا حضور لها في الوسائل المحلية

  • 2024-04-04
  • 12

عمّان 4 نيسان (أكيد)- عُلا القارصلي- حاول موظفون في الحكومة الفدرالية الأمريكية التأثير على السّياسة الداخلية في الولايات المتّحدة لوقف تسليم كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر بما فيها عالية القدرة على التدمير إلى إسرائيل، لكنّ جميع هذه المحاولات للتأثير على الإدارة الأمريكية التي تجاوزت الكونغرس فشلت. وفي ظل استمرار تجاهل الإدارة الأمريكية القوانين التي تحظر على الولايات المتحدة تقديم المساعدات للجيوش الأجنبية التي تتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، أو التي تقيد إيصال المساعدات؛ توجّه عدد من موظفي الحكومة إلى تقديم استقالاتهم حتى لا يكونوا طرفًا في الجرائم التي تُقترف في غزّة. [1] [2]

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام العربية والمحلية للضّغوطات التي يمارسها موظفو الحكومة الأمريكية على الإدارة لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة دون قيود، فلوحظ ضعف اهتمام الوسائل المحلية بنقل أخبار استقالة موظفين من وزارة الخارجية الأمريكية، بينما اهتمت وسائل عربية وأجنبية ناطقة بالعربية بنقل أخبارهم، وإجراء مقابلات معهم للوقوف على أبرز الأسباب التي دفعتهم لتقديم استقالاتهم.

بعد عشرة أيام من شن حماس هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزّة، قدّم جوش بول المدير العام لقسم توريد الأسلحة للحلفاء والشركاء بوزارة الخارجية الأمريكية استقالته من وظيفته، ونشر خطاب الاستقالة عبر موقع على الإنترنت يشتهر بالتعاطف مع إسرائيل وكتب: "أعتقد في أعماق روحي أن الرد الذي تتخذه إسرائيل، ومعه الدعم الأمريكي لهجمات حماس، لن يؤدي إلا لمعاناة أكثر وأعمق لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولم أعد أريد أن أكون جزءًا من هذا" [3] [4]

وبعد مرور ستة أشهر على هجوم 7 أكتوبر، أصبحت إسرائيل متهمة بشكل موثوق بارتكاب إبادة جماعية بدعم دبلوماسي وعسكري من حكومة الولايات المتحدة، حيث أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 32 ألف شخص من بينهم 13 ألف طفل، ودفن عدد لا يحصى من الأشخاص تحت الأنقاض، وجرى تجويع مليوني شخص في غزّة. وفي الضفة الغربية المحتلة، قام المستوطنون المسلحون والجنود الإسرائيليون بقتل فلسطينيّين ومنهم مواطنون أمريكيون، ما دفع أنيل شيلين موظفة الخارجية الأمريكية لتقديم استقالتها. [5] [6] [7] [8] 

عملت شيلين الحاصلة على درجة الدكتوراه لمدة عام موظفة للشؤون الخارجية في مكتب شؤون الشرق الأدنى في مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل التابع لوزارة الخارجية، وأعلنت استقالتها في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست وقالت "لم أعد قادرة على القيام بعملي بعد الآن، وأصبحت محاولة الدفاع عن حقوق الإنسان مستحيلة".

وأشارت الصحيفة في عنوان الخبر إلى أن الاستقالة جاءت بسبب سياسة الرئيس الأمريكي في غزّة، وهي علامة على اختمار الاحتجاجات في بعض الدوائر الحكومية. [9]

يدعو (أكيد) وسائل الإعلام المحلية إلى ضرورة الاهتمام بنقل مثل هذه القضايا التي تبيّن مواقف موظفين في الدول الغربية نقدية تجاه سياسة حكوماتهم، من موقع الانحياز لحقوق الإنسان وللضمير المهني، ويعرّي  تجاهل تلك الحكومات لمتطلبات احترام القانون الإنساني الدولي إزاء حرب إسرائيل على غزّة.