بين طوقان و مجد الهوّاري .. كيف أسهم الإعلام دون قصد في خلق لُبس حول خطر مفاعل ديمونة على الأردن

بين طوقان و مجد الهوّاري .. كيف أسهم الإعلام دون قصد في خلق لُبس حول خطر مفاعل ديمونة على الأردن

  • 2025-06-25
  • 12

عمّان 24 حزيران (أكيد)- سوسن أبو السُندس- في أوقات الأزمات لا يكفي عنصر الدّقة وحده في نقل التصريحات الرسمية عند التغطية الإعلامية، بل يصبح السياق والتفسير عنصرين مهمّين لتجنب سوء الفهم وتشويش المتلقّين. وعلى خلفية استهداف المفاعلات النّوويّة الإيرانية والإسرائيلية، برزت تصريحات رسمية للدّكتور خالد طوقان، رئيس هيئة الطّاقة الذّرية، والدّكتور مجد الهوّاري مدير مفاعل البحث الأردني، بشأن احتمالية تأثر المملكة في حال استهداف مفاعل "ديمونة" الإسرائيلي.

أوضح طوقان أن المسافة التي تفصل الأردن عن مفاعل ديمونة تمتد إلى ما بين 25–30 كيلومترًا، وأشار إلى أن اتّجاه الرياح يضمن تخفيف تأثير الغيمة النوويّة، مستنتجًا أن الخطر شحيح جدًا وغير ذي تأثير جاد. في حين، أشار الهوّاري إلى برنامج المحاكاة الذي نفذ في تشرين الأول من عام 2023 لمعرفة أثر مفاعل ديمونة على الأردن في حال استهدافه، لافتًا إلى أنّه تبيّن أن دائرة التّأثير الإشعاعي لا تتجاوز 500 متر إلى خمس كيلومترات داخل حدود الأردن، وأن ما سواها "لا أثر له".[1]  (الدّقيقة 3)  [2] 

يرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنه لا يوجد فرق بين التّصريحين؛ فالتّصريح الأول تحدّث عن المسافة بين المفاعل النووي وحدود الأردن، في ما حدّد الثاني نطاق التّأثير الإشعاعي، إلا أن هذا الاختلاف في التعبير فتح بابًا واسعًا للّبس بين جمهور المتلقين، خصوصًا إذا ما قُرىء التّصريحين بشكل مجتزأ ومنفصل، الأمر الذي فتح باب التساؤلات على منصّات التّواصل الاجتماعي حول جدّية الخطر ومدى تباين التّقييمات الرّسمية، ما أوجد حالة من القلق.

وممّا زاد من حالة الإرباك أن  وسائل الإعلام لم تَرجع للمتحدّثين للتفسير والتوضيح، ولم توضح للجمهور الفرق بين التّحليل الوقائي الجغرافي الذي قدمه طوقان، وبين التّحليل الوظيفي الفني الذي قدمه الهوّاري، الأمر الذي أسهم دون قصد في تشويش الخطاب العام.

 يشير (أكيد) إلى أن الفرق بين خمس كيلومترات و30 كيلومترًا قد لا يكون كافيًا لصناعة تناقض، لكنه كان كافيًا لصناعة لُبس عند جمهور المتلقّين، عندما لم يُشرح كما يجب من قبل وسائل الإعلام، في ملف حسّاس مثل المفاعلات النّوويّة، حيث لا يجب أن يتوقّف الإعلام عند نقل التصريحات بدقة، بل يجب أن يُقدَّمها ضمن سياقها العلمي والوظيفي حتى لا يتسبّب الإعلام  في تضخيم المخاطر المشار إليها.