عمّان 19 حزيران (أكيد)- عُلا القارصلي
تحقّق: محتوى زائف
القصّة:
ضجّت مواقع التّواصل الاجتماعي مؤخرًا بمقطع فيديو قصير يحاكي المواجهة بين إسرائيل وإيران، وقد أنتِج بأسلوب أفلام الليغو (Lego Stop Motion) ، وادّعى ناشروه أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) هو من أنتج الفيديو بهدف توجيه رسالة تهديد إلى إيران، تتضمن تلميحات لعمليات اغتيال وخرق أمني واسع داخل أراضيها.
إحدى وسائل الإعلام المحلية أعادت نشر الفيديو تحت عنوان "الموساد يهدّد إيران بفيلم كرتوني- فيديو"، مشيرة في متن الخبر إلى أن الفيديو نُشر على الموقع الرّسمي للموساد بهدف توضيح كيفية تنفيذ عمليات الاغتيال وإيصال رسالة مفادها أن إيران مخترقة ويمكن الوصول إلى مفاصلها كافة.
التّحقّق:
بما أنّه من غير المعتاد أن تنشر وكالات استخبارات رسمية مثل الموساد مقاطع ليغو ساخرة أو رمزية، بل غالبًا ما تكون هذه الأعمال من إنتاج هواة أو ناشطين أو جهات إعلامية غير رسمية تسعى لمحاكاة الأحداث بطريقة فنيّة أو ساخرة، تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) مصدر الفيديو للتّحقّق من صحة هذه الادّعاءات، فراجع الموقع الرّسمي للموساد وصفحاته الرّسمية على مواقع التّواصل الاجتماعي، دون أن يعثر على أي أثر للفيديو المذكور.
كما تابع (أكيد) التّغطيات الإعلامية في الصّحف الإسرائيلية، حيث أشارت صحيفة "إسرائيل هيوم" إلى أنّ شخصًا قد أنتج الفيديو لم يكشف عن اسمه، مؤكّدًا أن كل شيء أجمل في الليغو. وأوضحت الصّحيفة أن المقطع يستوحي أحداثه من مسلسل "طهران" الذي تدور أحداثه حول العمليات الاستخباراتية في إيران، حتى أن الموسيقى المرافقة له مأخوذة من مقدمة المسلسل نفسه.[1]
وبالاستعانة بخاصية البحث العكسي في جوجل، تبيّن أن أقدم نسخة منشورة للفيديو ظهرت على قناة يوتيوب تُدعى "Timmy Turtle"، وهي قناة تنشر محتوى أنتِج باستخدام الذّكاء الاصطناعي، دون ارتباط بأي جهة رسمية، وهي القناة التي استندت إليها صحيفة "إسرائيل هيوم" في تغطيتها أيضًا.[2]
والجدير بالذكر أن تقنية "Lego Stop Motion" تُستخدم في العديد من القنوات المستقلّة على مواقع التّواصل الاجتماعي لإنتاج محتوى سياسي أو عسكري بأسلوب رمزي أو ساخر، وهي أعمال فنّية لا تصدر عادة عن جهات حكومية أو استخباراتية. [3]
ويشير (أكيد) إلى أن الانتشار الواسع للفيديو وما تضمنه من معلومات مغلوطة، يُبرز الحاجة الملحّة لأن تتحقّق وسائل الإعلام من مصادر المحتوى الرّقمي، في ظل تزايد استخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي في إنتاج مواد قد تكون زائفة أو مضلّلة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني