كيف تستطيع وسائل الإعلام المحليّة أن تحدّد موعد حدوث الزلازل؟  (تحقّق)

كيف تستطيع وسائل الإعلام المحليّة أن تحدّد موعد حدوث الزلازل؟ (تحقّق)

  • 2023-09-28
  • 12

  تحقّق: محتوى زائف

 

عمّان 28 أيلول  (أكيد) – سوسن أبو السُّندس

 

القصة:

إذا كان من الصّعب على الجيولوجيّين والعلماء تحديد وقت حدوث الزلازل، غير أنه يبدو أن هذا الأمر لا ينطبق على بعض الصّحفيّين ووسائل الإعلام الذين يلجؤون إلى طرق أخرى غير العلم لتحديد موعد الزلزال القادم، بدعوى حرصهم على سلامة جمهور المتلقين.

تناقل روّاد منصات التّواصل الاجتماعي تسجيلات تدعو المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر، وذلك لأن بعضًا من وسائل الإعلام نقلت أخبارًا تحدّد موعد حدوث الزلزال القادم، حيث نقلت وسيلة إعلامية تنبّؤات الهولندي[1] فرانك هوغربيتس الذي يتوقع حدوث زلزال قوي قد تصل قوته لـ 8.5 درجات على سلم ريختر، وذلك خلال الفترة ما بين 26 إلى 28 أيلول الجاري، وتعقبه هزات أخرى قد تبلغ شدّتها ستّ درجات.

وسيلة إعلامية أخرى، نقلت توقعات المتنبّئة ليلى عبد اللّطيف حول زلزال محتمل في الأردن – موثّقةً ذلك بمقطع مصور[2]. ونقلت وسيلة إعلامية محليّة عن وسائل إعلام خارجية، ظاهرة غريبة-على حد تعبير الوسيلة-تربط بين حركة الدلافين والزلازل، إذ تحدّثت عن أنّ آلاف الدلافين قد اتّجهت نحو الشاطى فى وقت واحد، وأن ذلك يشير إلى حدوث تغيّرات أرضيّة وشيكة، تنذر باقتراب وقوع زلزال مدمّر.]3[

التحقق:   

 سعى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى الوقوف على مدى صحة توقعات وسائل الإعلام، وجاء في نتيجة التّحقّق أنّ لا أحد يستطيع تحديد موعد حدوث الزلازل، وكذّبت الهيئة الجيولوجيّة الأمريكيّة عمليات التنبؤ بالزلازل، مؤكدةً أنّه لم يسبق لأيّ عالم كان بأن تنبأ بوقت حدوث زلزال. [3] ويعود ذلك إلى أن الهزّة الأرضية تحدث نتيجة ضغط مفاجىء على الصفائح التكتونية-وهي قسم من قشرة الأرض- تتحرك بشكل بطيء وبحركة دائمة، لكن عند نقطة معيّنة يتغلب الضغط على الاحتكاك، فتحصل الهزّة الأرضية، الأمر الي يصْعُب معه على الجيولوجيّين والعلماء تحديد وقت حدوث الزلازل.

أما بالنسبة للهولندي هوغربيتس، فقد أكد معهد البحوث الفلكية في مصر[4] أن توقّعات الهولندي بحدوث زلزال  "أمر غير علمي وغير مدروس بل وغير مسؤول... وأن ما يفعله الهولندي لا يمثل التنبؤ بالزلازل".

كذلك فعل هوغربيتس نفسه، إذ أشار عبر حسابه الشخصي على منصة أكس بأن "لا أحد يعرف ذلك على وجه اليقين، نحن نتحدّث عن مخاطر أعلى، والتي تستند إلى الإحصاءات، نؤكد هذا مرارًا وتكرارًا".

أما المتنبّئة عبد اللطيف التي أصبحت عبر منصاتنا المحليّة سيدة أعمال ومتنبئة عربية ذات شهرة عالمية، فقد  أكد الدكتور نجيب أبو كركي في حديث له  لوسيلة إعلامية[5] على أن كلّ ما يجري تداوله في هذا السياق ليس علميًا.

كما تحقّق (أكيد) من حقيقة اتجاه الدلافين نحو الشاطيء،  فتبيّن من خلال البحث العكسي عن الصور أن هذه الصور قديمة، وقد ظهرت قرب سواحل جنوب أفريقيا العام 2021.[6]

يشير (أكيد) إلى أنّ وسائل الإعلام المرصودة تشوّش جمهور المتلقّين، وتنقل معلومات غير مبنية على أسس علمية، الأمر الذي يسهم في جعل المواطن في حالة من الذعر والهلع ، وقد يؤثر ذلك على الصّحة النّفسيّة للناس.

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، العقيد عامر السرطاوي، إنّ وحدة الجرائم الإلكترونية في إدارة البحث الجنائي تتابع عددًا من التسجيلات المضللة جرى تداولها لأشخاص أثاروا الهلع بين المواطنين، ونشروا معلومات غير صحيحة وادعاءات كاذبة بوقوع كوارث وزلازل، وهو أمر لا يمت للحقيقة أو للعلم بصلة.[7]