محتوى مضلّل
عمّان 19 آب (أكيد)- سوسن أبو السّندس
القصّة:
تداولت صفحات عبر منصة فيسوك منشورًا يزعم أن كلًا من الأردن، وفلسطين، والعراق، ومصر، والسعودية، وليبيا ستشهد موجة حر جديدة بعد 15 آب، وأنّ هذه الموجة ستمتدّ حتى نهاية الصيف، مع تحذيرات من انفجار محطات كهربائية واندلاع حرائق كبيرة، إضافة إلى نقص في المياه الصالحة للشرب.
ويدّعي المنشور أنه ذلك التنبؤ صادر عن خبير في الأرصاد الجوية، الأمر أثار القلق بين المتابعين، خصوصًا بعد الموجة الحارة الشديدة التي شهدتها المنطقة مطلع آب الحالي.
التحقّق:
عاد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى النشرات الرسمية وتقارير الأرصاد الجوية في الدول المذكورة، فتبيّن له أنّ هذه الدول تخضع لأنظمة مناخية متباينة؛ فالأردن وفلسطين تتأثران عادةً بالكتل الهوائية الحارة القادمة من الجزيرة العربية لكنْ مع اختلاف طبيعة المناخ الجبلي والساحلي، ويمتاز العراق بمناخ قارّي شديد الحرارة صيفًا، بينما تتأثر مصر بالصحراء الكبرى مع تأثيرات نيليّة ومتوسّطية، في حين تتنوع مناخات السعودية بين الصحاري الجافة والسواحل الرطبة، أما ليبيا فتقع تحت تأثير المتوسط شمالًا والصحراء الكبرى جنوبًا، الأمر الذي يجعل من غير الممكن إصدار نشرة جوية واحدة تشمل هذه الدول مجتمعة، ما يُضعف مصداقية المنشور المتداول.[1] [2]
دائرة الأرصاد الجوية الأردنية أكّدت من جهتها، انتهاء موجة الحر يوم 16 آب، وعدم وجود مؤشّرات على موجات حر جديدة، باستثناء ارتفاعات مؤقتة نهاية الأسبوع، أما فلسطين فقد تراجعت الحرارة فيها لتصبح حول معدّلاتها السنوية دون أي تحذيرات جديدة. وبالنسبة للعراق، فقد سُجّلت ذروة الحرارة أواخر تموز وبدايات آب، ثم شهد انخفاضًا تدريجيًا منتصف الشهر. وفي مصر، بلغت الذروة بين 12 و15 آب قبل أن تبدأ بالانحسار، بينما اقتصرت توقعات السعودية على ارتفاع طفيف عن المعدل بين درجة واحدة إلى 1.2 درجة مئوية، وهذا لا يرقى لموجة حر، في حين شهدت ليبيا طقسًا صيفيًا معتدلًا على السواحل دون أي إنذارات بموجة جديدة.[3] [5] [4] [6] [7] [8]
وعلى ذلك، يتبيّن أنّ الموجة الحارّة قد انتهت منتصف آب، ولم تصدر أيّ توقعات رسمية عن موجات جديدة في الدول المذكورة. كما أن الحديث عن انفجارات محطات كهرباء أو حرائق واسعة لا وجود له في أي بيانات رسمية أو تقارير إخبارية موثوقة، الأمر الذي يشير إلى أن المنشورات مضلّلة، وهي قد صيغت بلغة إنشائية ركيكة لاتستند إلى أرقام وبيانات حقيقية، إنّما هدفت إلى إثارة القلق بعد موجة الحر الحادّة التي سبقت منتصف الشهر.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني