عمّان 19 تشرين الثاني (أكيد)-لقاء حمالس- غطّت وسائل الإعلام خبر اغتيال الصّحفية شيرين أبو عاقلة، ونشرت الفيديوهات التي بيّنت على الهواء مباشرة كيفية حدوث ذلك، فضلًا عن التغطيات المباشرة الواسعة لتشييع جثمانها، ما أسهم بكشف حقيقة الجريمة النكراء التي اقترفها الاحتلال الإسرائيلي، وصدور إدانات شديدة اللهجة لهذه الجريمة على مختلف الصعد.
جرت مطالبات عديدة بإجراء تحقيق مستقل وعادل بحادث اغتيالها. وفي هذا الإطار، غابت الكثير من وسائل الإعلام عن متابعة مجريات ما جرى على هذا الصعيد، بما فيه التّحقيق الذي تولت الأمم المتحدة، إجراؤه والنتائج التي توصّلت إليها.
ومن المتوقع أن تكون أحداث قطاع غزّة قد أسهمت في استقطاب كل تركيز التغطيات الإعلامية على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزّة، ما أضعف الميل نحو المتابعة اللازمة لقضية أبو عاقلة، هذا في حين أن مهمة الصّحافة في نقل الحقيقة للجمهور، كانت تستدعي متابعة تطوّرات هذه القضية أولًا بأول، ونقل مستجدّاتها لجمهور المتلقّين، وبخاصة أن المجرم في الحالتين هو نفسه الاحتلال الإسرائيلي.
تابع مرصّد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) ما نُشر، ولاحظ أن وسائل إعلامية قد أغفلت نشر قرار إدانة لجنة التّحقيق الدّولية المستقلّة التّابعة للأمم المتّحدة المعنيّة بالأرض الفلسطينية المحتلّة جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمسؤولية عن اغتيال شيرين أبو عاقلة.
رئيسة الّلجنة الأمميّة، نافانيثيم بيلاي، قامت بعرض التقرير أمام اللجنة الثالثة للجمعيّة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلة إن "قوات الاحتلال استخدمت القوة المميتة دون مبرّر لاستهداف شيرين، وبطريقة مخالفة للقانون الدّولي لحقوق الإنسان، واعتدت على حقّها في الحياة، عن قصد أو استهتار"، مطالبة بمحاسبة قتلتها والمتورطين في استهدافها.[1][2][3][4]
يُذكر بأنّ الصّحفية شيرين أبو عاقلة قُتلت برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء 11 أيار من العام الماضي خلال اقتحامهم لمدينة جنين، حيث أصيبت بالرصاص الحيّ في أسفل أذنها، كما بيّنت التحقيقات فيما بعد.
وكانت آخر رسائل أبو عاقلة لقناة الجزيرة التي كانت تعمل معها: "قوات الا حتلال تقتحم جنين وتحاصر منزلًا في منطقة الجابريات... في الطريق إلى هناك، أوافيكم بالخبر فور اتضاح الصورة". كانت تنقل ما يجري في جنين من أحداث أولًا بأول، وبحسب شهود العيان كان قتلها ذلك مقصودًا ما دام أن هويتها الصًحفية كانت واضحة لأنها كانت ترتدي سترة الصّحافة التي تشير إلى مهنتها.[5]
وبحسب ما قالته بيلاي فإن "مسار العدالة بطئ ويحتاج للصّبر"، مؤكدّة أنّ محاسبة قتلة شيرين والمتورطين تعود للمحكمة الجنائية الدولية. كما أوضحت وجود مسار آخر لتحقيق العدالة هو "مبدأ الهيئات القضائية العالمية لمحاسبة المتّهمين عبر المحاكم الوطنية في الدول التي تطبق هذا المبدأ".
أما شبكة الجزيرة الإعلامية التي كانت أبو عاقلة تعمل فيها كمراسلة ميدانية لها في فلسطين، فقد أشادت بالنتائج التي وصل إليها تقرير اللجنة الأممية، وطالبت باتّخاذ إجراءات سريعة لضمان تحقيق العدالة لها ومحاسبة قتلتها.[6]
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني