عمّان 26 حزيران (أكيد) -سوسن أبو السُندس- تعدّ الحروب والتوترات الجيوسياسية بيئة خصبة لانتشار المعلومات المغلوطة والأخبار غير الدقيقة. وعلى ذلك، تصبح المسؤولية أكبر أمام وسائل الإعلام في التحقّق من المعلومات المتداولة وتفنيد المغلوط منها.
وعلى خلفية التهديدات النووية المحتملة على الأردن جرّاء استهداف مفاعل ديمونة الإسرائيلي، تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الإردني (أكيد) المعلومات المنتشرة، فوجد أن هناك معلومات جرى تداولها على أنّها واقعية وصحيحة، على الرغم من أنها لا تستند غلى أي مرجع علمي، ومن أبرزها:
أولًا: وثقت تقارير إخبارية مخاوف الجمهور من تعرّض الأردن لسحابة نووية كارثية على غرار كارثتي تشرنوبل وفوكوشيما، مشيرين إلى أن التلوّث الإشعاعي سيتسرب لمسافات واسعة بفعل الانفجار، لكن تفنيد هذه المزاعم جاء من الدكتور مجد الهواري، مدير مفاعل البحوث والتدريب النووي، والذي أوضح أن محاكاة علمية حديثة في تشرين الأول من عام 2023 بيّنت أن التأثير الإشعاعي المحتمل على أسوأ تقدير لا يتجاوز 500 متر إلى خمسة كيلومترات، وبمستويات محدودة، ولا تشكّل خطرًا على السلامة العامة. [2] [1] [3]
ثانيًا: ادّعت منشورات أن الجهات المختصّة أعلنت مسبقًا عن اتّجاه الرياح نحو الجنوب والجنوب الشرقي في حال تسرّب إشعاعي من "ديمونة"، ما أثار تساؤلات حول كيفية معرفة اتّجاه الرياح في لحظة كارثية مستقبلية مفترضة، إلا أن الدكتور الهواري أوضح في تقارير إعلامية له أن الأردن قادر على تحديد اتّجاه الرياح في حال انفجار مفاعل ديمونة في أي وقت من السنة، وذلك من خلال أبراج الرصد المخصّصة.
يذكر أن أبراج الرصد جزء من منظومة وطنية متكاملة تُحدّث بياناتها لحظة بلحظة، وتغذّي نماذج محاكاة متقدّمة ومستخدمة عالميًا في حالات الطوارئ النووية، لافتًا إلى أنّ الأنظمة استطاعت من خلال المحاكاة التي جرت سابقًا من تحديد اتّجاه الرياح الفعلي جنوبًا–جنوب شرق، ما يقلّل بشكل كبير من احتمالية وصول أي سحابة إشعاعية إلى المناطق المأهولة بالسكان.[4]
ثالثًا: تداول نشطاء عبر تطبيق واتساب منشورات قالت إن الأردن بصدد توزيع يوديد البوتاسيوم لجميع المواطنين للوقاية من أزمة نووية محتملة، ما أدى إلى زيادة الطلب في الصيدليات على هذه المادة، في حين أن الدكنور خالد طوقان رئيس مجلس هيئة الطاقة الذرية الأردنية أكّد أنّه في حال رصد أن الإشعاع قد تجاوز الحد المسموح به، فإن توزيع يوديد البوتاسيوم سيكون محدودًا ومخصّصًا فقط للفئات المعرضة،وبالتالي لا يوجد حاجة للادّخار الجماعي له.[5]
رابعًا: أشار روّاد لمنصات التواصل الاجتماعي إلى أن تشغيل شبكة الرصد الإشعاعي على مدار الساعة خطوة تمهيدية لـ "خطر حقيقي" وشيك، ما أثار حالة من القلق والذعر بين جمهور المتلقين، إلا أن وزارة الطاقة والمعادن، ورئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية أكدا في التقارير الإعلامية أنّ الشبكة ليست ردًا على تهديد محدّد، بل هي إجراء احترازي روتيني ضمن خطة وطنية شاملة، إذ أن الأردن يمتلك شبكة متكاملة من المحطّات الثابتة والمختبرات الميدانية المتنقلة، تعمل على الرصد والإبلاغ اللحظي، وترتبط بنظام عالمي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يضمن متابعة مستمرة وفق أعلى المعايير الدولية. [6]
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني