مقابلة تلفزيونية في بريطانيا مع شخصية فلسطينية .. تنميط وصراخ بالضَّيف خارج عن أدبيات الصِّحافة

مقابلة تلفزيونية في بريطانيا مع شخصية فلسطينية .. تنميط وصراخ بالضَّيف خارج عن أدبيات الصِّحافة

  • 2024-01-15
  • 12

عمّان 15 كانون الثاني (أكيد)- سوسن أبو السُّندُس- لم تكتفِ وسائل إعلام غربية بتبني الرواية الإسرائيلية في ظل الحرب على غزة فحسب، بل نأت بنفسها أيضًا عن الموضوعية الصّحفية والحياد، وذلك ما كشفته المذيعة البريطانية -وليا هارتلي بروير -على قناة "توك تي في" بعدما انفعلت بطريقة واضحة خلال استضافتها الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، وصراخها في وجهه متهمةّ إيّاه بأنه لم يعتد على وجود امرأة تتحدث في لقاء متلفز، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة وصلت حد المطالبة بالتحقيق معها وإقالتها.

تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني ( أكيد) تصدي الإعلام المحلي لتلك المقابلة، ليجد عدة تحليلات من خلال إجراء مقابلات استيضاحية مع البرغوثي الذي قال إن المذيعة أبدت جهلًا عميقًا إلى جانب وقوعها بالعنصرية المتطرفة تجاه الفلسطينيّين، وحاولت تحييد الموضوع على أنه عنصرية تجاه المرأة.]1[

وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام محلية ردة الفعل الشعبية، ونقلت إجراء البرغوثي الذي أرسل خطابًا رسميًا إلى قناة "توك تي في" طالبهم فيها باعتذار علني على الهواء بسبب تصرف المذيعة "العنصري"، وفقًا للبرغوثي.[2][3]

ويلفت (أكيد) النظر إلى  هدوء البرغوثي، وثباته على موقفه في المقابلة الصّحفية التي لم تراع فيها المذيعة القواعد المهنية، وأهمها احترام الضيف وإعطاؤه الوقت الكافي للإجابة، إضافة إلى وجوب وقوف المذيعة على الحياد، وإذا كان لا بد من التّدخل لتوضيح أمر ما، فيجب أن تقدم وجهة النظر الأخرى بالحجة والدليل، وليس بقمع الضيف وتجاوز حدود الأدب.

ومن الجدير بالذكر أن المذيعة تنتسب لمؤسسة إعلامية،  تضبطها قوانين وأنظمة ومدونات سلوك وظيفية، إلا أن ظهور المذيعة بهذا الشكل يشير إلى أن القناة متّهمة أيضًا بإظهار العنصرية ضد الفلسطينيّين بشكل واضح، ناهيك عن انحيازها بشكل عام للرواية الإسرائيلية.

حلّل (أكيد) الأسئلة التي وجهتها المذيعة للبرغوثي، فوجد أنها جاءت بقوالب نمطية تهدف إلى تضليل الرأي العام، حيث أن أي إجابة قد تبدو غير موفّقة، وتجلى ذلك عندما سألت المذيعة البرغوثي عن موقفه من مختلف القضايا السياسية، وحين شعرت أنها لم تصل إلى مرادها، بدأت بالصراخ قائلة: "من أجل محبة الله، دعني أنهي جملتي يا رجل! ربما أنت لست معتادًا على حديث النساء، لا أعلم!" الأمر الذي أثار حفيظة جمهور المتلقين، واصفين المذيعة بأنها قوّضت جوهر المناقشة.

تتبع (اكيد) ردود الفعل الدولية التي أدانت سلوك المذيعة وانتقدت عدم إطّلاعها على الثقافة العربية. وأشار البرغوثي إلى أنّ ردة الفعل على المقابلة كانت رائعة على امتداد المعمورة، حيث "أحسنت" المذيعة في الوقت الذي كانت تظن أنها أساءت، قائلًا: "كسبنا من خلال هذه المقابلة الرأي العام الدولي أكثر من مئات المقابلات الأخرى".[4]