عمان 17 تموز (أكيد)- سوسن أبو السُّندس- أثار قرار توحيد شروط القبول في مؤسسات التعليم العالي للوافدين نقاشاً مميزاً تجاوز نطاق تغطية وسائل الإعلام التقليدية، ما دفع بعض وسائل الإعلام إلى الاعتماد على النقاشات الدائرة على وسائل التواصل الاجتماعي لتغطية الخبر، والأصل أن تبذل وسائل الإعلام جهداً في مقابلة الخبراء والمختصين، وألّا تكتفي بنقل آرائهم عبر صفحاتهم الخاصة، مع تضمين جميع الآراء المعارضة والمؤيدة في تغطية واحدة.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) توجهات التغطية لقرار توحيد شروط القبول في مؤسسات التعليم العالي للوافدين، فوجد أن جلّ وسائل الإعلام تواصلت مع مسؤولين في وزارة التعليم العالي للحصول على تصريحات رسمية توضح جوانب القرار وتفاصيله، دون أن تستعين برأي الخبراء أو أصحاب الصلة، الأمر الذي أثر على موضوعية التغطية وشمولها، وقادها إلى نمط من التحيّز المهني، أي عرض الموضوع من وجهة نظر غير مكتملة أو من جانب واحد فقط.
يشار إلى أن القرار يقضي بإنشاء نظام قبول مركزي يُدار بواسطة وزارة التعليم العالي، بحيث يتم تقديم الطلبات من خلال بوابة إلكترونية موحّدة، تشمل جميع الجامعات والكليات الرسمية والخاصة في المملكة، وتُقيّم الطلبات بناءً على معايير موضوعية تشمل نتائج الثانوية العامة والقدرات الأكاديمية للطلبة.
ويجد (أكيد) أن الاعتماد على مصادر محدّدة دون الاستماع إلى جميع الأطراف ذات الصلة يمثل نقصًا في التغطية، وفي هذه الحالة كان لا بد من إشراك جميع الفئات المعنية، مثل: أصحاب الجامعات الخاصة أو المعاهد المستقلة على سبيل المثال، وكذلك الطلبة وأولياء الأمور، ما جعل التغطية تميل إلى وجهة نظر الجهات الرسمية فقط دون تسليط الضوء على التحدّيات التي قد تواجهها الفئات المختلفة.
كما افتقرت التغطية إلى العمق والتحليل، أو الإشارة إلى الخلفية اللازمة لفهم مسبّبات القرارات وتبعاتها، الأمر الذي أثر على ما يتعلق بتحليل الأثر، إذ لم تتناول العديد من التغطيات الأثر الاستراتيجي للقرار على المدى البعيد، وكيف يمكن أن ّ ذلك على جودة التعليم وتنوّع الطلبة في المؤسسات التعليمية.
وفي السياق ذاته، غاب عن العديد من وسائل الإعلام تقديم حلول بديلة أو مقترحات من الخبراء حول كيفية تحسين شروط قبول الطلبة الوافدين، أو أي اقتراحات قد تكون مفيدة لتحسين النظام التعليمي وتلبية احتياجات جميع الأطراف المعنية بشكل أفضل، أو مقارنة القرار بتجارب دولية مشابهة، ما كان يمكن أن يضيف بُعدًا إضافيًّا للتغطية
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني