عمّان 4 آذار (أكيد)- سوسن أبو السُّندس- قبل أن تتّضح حقيقته أو يُعرف سياقه، كان مقطع مصوّر لعروس تركض في الشارع بفستان زفافها وهي تصرخ: "لا أريده"، قد انتشر على نطاق واسع، متحولًا إلى مادة للنقاش والتفاعل عبر منصّات التواصل الاجتماعي.
تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) هذا الموضوع، فوجد أنّه أثار موجة واسعة من التعليقات والتّكهنات حول خلفيات المشهد، قبل أن تتداوله بعض وسائل الإعلام دون تحقّق وتعيد نشره، ما عزّز من انتشاره، وأضفى عليه طابعًا إخباريًا لم يكن يمتلكه بالأساس.
مع تصاعد التّفاعل، تعدّدت التّفسيرات بين من رأى أنّ الحادثة حقيقيّة، ومن اعتبرها مجرد مشهد تمثيليّ أو جزءًا من حملة ترويجيّة. وعلى ذلك، لم تسعَ وسائل الإعلام التي نشرته بدايةً للتّحقّق من صحته، بل اكتفت بإعادة إنتاج ما تمّ تداوله في الفضاء الرقميّ، وتحولت التغطية إلى استعراض لردود الفعل والجدل الذي أثاره المقطع، دون تقديم أيّ إضافة ذات قيمة صحفيّة.
يرى (أكيد) أن السّرعة التي انتشر بها المقطع، تعكس طبيعة المشهد الإعلامي في العصر الرقمي، حيث تلعب الإثارة والغرابة دورًا أساسيًا في تحفيز التّفاعل، حتى وإنْ غابت القيمة الإخباريّة الفعليّة، ولذلك لم يعمل (اكيد) على التّحقّق من صحّة المقطع كموضوع قائم بذاته، ليس لصعوبة ذلكّ، بل لأن الحدث نفسه لا يمثّل أي قضية جوهريّة تستحق النّشر أو النقاش الإعلامي الموسّع، ما يبقي التساؤلات مطروحة على بساط اليحث حول المسؤوليّة المهنيّة الصّحفيّة في التعامل مع المحتوى الرقمي المتداول، وحول أولويات النشر عبر المنصّات الإخبارية في القضايا التي تبدو غير ذات أهمية إخبارية مباشرة.
يشير هذا المثال لإشكاليّة العلاقة بين الإعلام ومنصّات التّواصل الاجتماعي، إذ لم تعد وسائل الإعلام التقليدية تقود تلقائيًا أجندة التغطية، بل أصبحت في أحيان كثيرة تتبع المحتوى الرائج دون تدقيق أو مراجعة، كما في الحالة التي نحن بصددها، حيث إن هذا النهج لا يقوّض دور الإعلام في التّحقّق فحسب، بل يكرّس ثقافة الإثارة على حساب المعايير الصّحفيّة.
وفي ظل هذا المشهد، يشير (أكيد) إلى أهمية الالتزام بأسس العمل الصّحفي إذ أنها ضرورة لا غنى عنها لمواجهة تدفّق المعلومات، والحفاظ على مصداقية الإعلام.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني