عمّان 2 شباط (أكيد)-عُلا القارصلي- نشرت وسائل إعلاميّة محليّة خبرًا حول تفاصيل جريمة وقعت في إحدى مناطق الأردن، وعنونت الوسائل الخبر بـ "الأردن.. إنهاء خطوبة يؤدي إلى اعتداء وحشي من 7 فتيات على عائلة الخطيب السابق"، و"اعتداء من سبع متعاطيات للمخدرات على فتاتين في سحاب"، و"جريمة مروعة في عمّان.. 7 فتيات يعتدين بوحشية على شقيقتين والطعن بمشرط .........". [1] [2] [3] [4]
على الرغم من أن الصحفيّين مطالبون بالابتعاد عن الإثارة في نشر أخبار الجرائم والفضائح، وبأن تكون عناوين أخبارهم معبرة بدقة وأمانة عن المحتوى، إلا أن الأخبار المنشورة حول الجريمة استخدمت من المفردات في عناوينها ما يثير فضول الجمهور للدخول والقراءة.
أوردت الوسائل في متن الخبر تفاصيل دقيقة للجريمة دون الاكتراث إلى المعايير المهنية والأخلاقية، بصورة تنتهك خصوصية الضحيتين. كما تضمنت التغطيات وصفًا للعنف الذي تعرضتا له، مثل ذكر طريقة الاعتداء، وأداة الجريمة.
أوردت الوسائل علاقة الجانيات بالضحيتين قبل وقوع الجريمة، وذكرت أن الجريمة وقعت بسبب إنهاء خطوبة أخ الضحيتين على إحدى الجانيات، وجاءت هذه التفاصيل على حساب المهنيّة في تغطية أخبار الجرائم، وتحديدًا مقابلة والدة الضحيتين، فردود أفعال ذوي الضحايا وأقوالهم تذهب باتجاه الانتقام بسبب هول الفاجعة، في حين أن الصحفي مطالب بالابتعاد عن الترويج أو دعم رواية أحد الأطراف على حساب طرف آخر أو لصالحه، كي لا يخالف مبادئ الحياد ولا يؤثر على مسار القضية قضائيًا.
شُغلت الوسائل بالسبق الصحفي، على حساب التحقق والدّقة، وذكرت أن الجريمة وقعت في الرجم بمنطقة سحاب، وتسبب ذكر اسم المنطقة في تعرض بنات المنطقة لخطاب كراهية كبير، ما دفع صفحات عامة وشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة الصحفيين ووسائل الإعلام إلى تصحيح اسم المنطقة لأن الجريمة وقعت في مكان آخر، حيث قامت بعض الوسائل بتعديل الاسم، بينما كان ينبغي تجنب التحديد الدقيق للمكان في كلتا الحالتين. [5] [6]
يشير (أكيد) إلى أن ذكر مكان وقوع الجريمة بدقة مخالفة مهنية، لأنه قد يتسبب في تنميط أهل المنطقة، وتعرضهم لخطاب كراهية، كما أن الوصف الكامل لبعض التفاصيل في تنفيذ الجريمة، يشجع أصحاب النفوس الضعيفة على اتباع وسائل جرمية مماثلة، وجاءت التعليقات على الخبر موضحة ذلك، حيث علّق الكثير من الجمهور بعبارة: "أول مرة أعرف أن كذا وكذا ......".
ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام إلى الالتزام بالمعايير المهنيّة والأخلاقيّة التي تنصّ على احترام قيمة الحياة الإنسانيّة، والامتناع عن نشر تفاصيل الأنشطة الموجّهة ضد المجتمع، وعدم إظهار أعمال القسوة، والضعف الجسديّ، والتعذيب، والإساءة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني